فساد جمّ وممارسة عنصرية قذرة

01:20 2022/03/11

إقصاء أبناء شعبنا من الوظيفة العامة أو احتكارها وتوظيفها لصالح طرف من أطراف الحرب، أو ربطها في الواقع بمعايير سلالية أو أسرية أو جهوية أو مناطقية أو حزبية أو غيرها، بعيدا عن شروط ومعايير الوظيفة العامة، هي فساد جم، وممارسة عنصرية قذرة، ونيل من استحقاق المواطنة، وإهدار لمبدأ المساواة، واعتداء صارخ على حقنا في العدالة.
 
العنصرية والجهوية والمناطقية، وما صاحبها من إقصاء وإبعاد وتهجير، وما رافقها من بث سموم الكراهية، تعتبر جرائم حرب لطالما ارتكبتها، ومازالت ترتكبها أطراف الحرب إلى اليوم بحق شعبنا ووحدته.
حتّى وإن جرى هذا الفرز أو تلك الممارسات تحت عناوين وأقنعة سياسية لكنها في حقيقتها تخبو بوجهٍ ما ممارسة عنصرية مقيتة، وعصبوية منتنة، وعقوبة جماعية فرضتها أطراف الحرب والصراع في مواقع سيطرتها ضد أبناء شعبنا.
 
مغالطات
 
يتحدثون عن الحكومة، ولا يتحدثون عمن يدير الحكومة ومن يفرض عليها السياسات. مغالطات فاضحة. هوامير الفساد أولا، ومن يضع السياسات المشجعة للفساد والمسهلة له ثانيا، ومراكز القوى والنافذين ثالثا.
 
يجري استخدام الغاز والمساعدات الإنسانية وكثير من الاستحقاقات القانونية في الابتزاز وضمان الولاء والتحشيد وغيره لصالح السلطة.
إنها سلطة مبتزة على نحو دنيء وفظيع.
 
نحن، أعضاء مجلس نواب صنعاء، بدلا من ممارسة دورنا الرقابي والنزول الميداني ومساءلة الحكومة ومطالبتها بالموازنة التي تأخرت عن موعدها الدستوري، أرسلوا الأعضاء يحشدون للحكومة والجبهة!  
أرأيتم كيف يتمسخر بنا الفساد وإلى أي حد؟! 
إن الفساد لا تنعدم لديه حيلة ووسيلة.
أتحداهم يعلنون رقم الذين حشدهم أعضاء مجلس النواب.. اسما ورقما.
أنتم أهنتم أعضاء المجلس لما صاروا بلا وجه عند المجتمع.. 
لقد أكلتم ومازلتم تأكلون وجوهنا كل يوم.
من أين يحشد لكم النواب وهم جائعون يرحمون الله يتجعجعوا طلعة ونزلة، وآخر شيء أعطيتموهم من ثلاثمائة ألف ريال من حقوقهم إمعانا في ابتزازهم وإذلالهم، وقلتم لهم انزلوا احشدوا وأنتم تعرفون الكيس ورباطه.
يا لبخلكم ويا لضخامة ما تطلبون!
طيب والذي لديه وجهة نظر من هذه الحرب، مثل حالي، ترغمونه على الحشد أو تمنعونه من حقوقه التي جاءت بمسميات عدة فحولتموها إلى وسيلة ابتزاز!
تستبيحون حقوق النواب طولا وعرضا، وأكثر منه لا خليتم لهم لا وجه ولا قفا! 
يا ترى من هذا الذي سيحتشد معهم؟! 
هناك قصص قد أضطر لنشرها تكشف هذه المأساة.
 
من صفحة الكاتب في "فيسبوك"