لعبة ايران و الكيانات المتعددة باليمن

01:46 2022/01/12

كتب / عبدالحميد الشرعبي                                                                         
 
تسعى ايران لايجاد كيانات ورؤس متعددة لها في اليمن خاصة في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي والتي تقودها خبرات ايرانية وحزب الله كما صنعت في العراق ولبنان وسوريا لتكون لهذه الكيانات حصة الاسد عند اي عملية سياسية.
يظهر ذلك مما يشاع عن خلافات وانقسامات داخل الحركة بين اجنحة متعددة  وبين حركة المليشيا الحوثية من جهة التي تعتنق المذهب الاثنى عشري مع زعماء الطائفة الزيدية في اليمن من جهة اخرى رغم ان المرجعية للطائفتين واحدة تقوم على ولاية البطنين وحقهم الالهي في حكم اليمن واستعباد الناس واستباحة اموالهم.
فبعد ان شهدت محافظة صعدة منذ سنوات مواجهات مسلحة متكررة بين اتباع عبدالملك الحوثي واتباع عبدالعظيم الحوثي بسبب الخلاف على جباية الخمس، برزت مؤخرا خلافات وانقسامات مع مراجع الطائفة الزيدية التي دعمت مليشيا الحوثي منذ حروبها الست ضد الدولة باشكال مختلفة غير ظاهرة حتى صعودها وانقلابها على الشرعية وحربها على الشعب اليمني.
حيث قامت مليشيا الحوثي امس باختطاف  عدد من اتباع العلامة الزيدي المؤيدي في محافظتي صنعاء و عمران وكانت المليشيا الارهابية سبق الأيام الماضية ان قامت باختطاف وعاظاً ومرشدين يتبعون المذهب الزيدي في المحافظات الخاضعة لسيطرتها ..
وقالت مصادر اعلامية ومحلية متطابقة  بمحافظة عمران ، إن حملة عسكرية اختطفت خمسة من دعاة الزيدية، يتبع ثلاثة منهم المرجع الزيدي "محمد عبداللة المؤيدي "، فيما يتبع اثنان "عبدالحميد أبوعلي" أحد زعامات الزيدية البارزين.
وأوضحت المصادر أن الحملة اختطفت كلاً من: صالح غيلان، طه عقبات، نورالدين عقبات، محمد جميل، صدام عقبات، واقتادتهم الى سجون سرية.. ووفقاً للمصادر فإن الصراع الجديد داخل السلاليين طفا على السطح منذ نحو شهرين  على النفوذ والسيطرة بدأ على شكل فتاوى وفتاوى مضادة وحملات عسكرية واستحداث مناطق نفوذ وسيطرة بقوة السلاح في مساجد حوث وبعض مناطق محافظتي عمران و صعدة.
اوضحت المصادر ان الدعاة الزيديين اصدروا "فتاوى" بعدم جواز القتال تحت راية عبدالملك الحوثي مما أثار حفيظة الحوثيين في تلك المناطق التي يسيطرون عليها.. ما عزز قناة قيادة مليشيا الحوثي المدعومة من ايران بان قيادة ودعاة المذهب الزيدي خطر عليها رغم ان الزيدية كانت الحاضنة لنشأة الحركة الحوثية وتوسعها ومدتها بالعنصر البشري والغطاء السياسي والمذهبي في معاركها ضد الدولة اليمنية.
 وأشارت المصادر إلى تداعي أنصار المؤيدي في محافظات صعدة وعمران وحجة إلى عقد اجتماع عاجل لبحث خيارات الرد على الاستهداف الحوثي لجماعتهم ويعتبر محمد المؤيدي الخليفة الثاني منذ العام 2014 للمرجعية الدينية الزيدية مجد الدين المؤيدي، المنازع التقليدي على قيادة المذهب الزيدي في محافظة صعدة، معقل الجانبين.
واكدت المصادر ان الخبراء الايرانيون الذين يسيطرون على القرار في مليشيا الحوثي واجهزة الاستخبارات يسعون الى تعميق الانقسام بما يعزز من وجود كيانات ورؤوس متعددة في اليمن ذات المرجعية الفكرية الواحدة التي تؤمن بالبطنين لتكون مرجعيتها ايران لتبادل بينهم الادوار خاصة بعد ان انكشفت حقيقة الحوثيين لدى الشعب اليمني وخسر كثيرا من الحاضنة الشعبية، وتسعى من خلال الكيانات الجديدة لاستعادة الحاضنة الشعبية كما استعادت الحاضنة الشعبية اللبنانية بعد ان خسرتها حركة امل جراء المجازر التي قامت بها بحماية القوات الصهيونية عند اجتياح لنبان ضد الفلسطينيين في مخيمات صبرا وشاتلا، واستنسخت منها حزب الله اللبناني واللذين يكملان بعضهما حاليا للسيطرة على للبنان والقرار السياسي فيها وخدمة المشروع الفارسي الايراني التوسعي.
وفي العراق ايضا ظهرت ايران بصناعة رؤوس متعدة وكيانات شعية جميعها تتصارع مع بعضها وجميعها تابعة لايران واستطاعت من خلالهم اسيطرة على العراق القرار السياسي فيها سواء بالتقاسم او حاليا سلطة ومعارضه.