Image

الإخوان.. كيف يعمون على صفقاتهم مع الحوثيين؟!

منذ أيام يتبنى الإخوان المسلمون -وكله بأمره- حملة تشويه تستهدف بالدرجة الأولى قيادة المقاومة الوطنية- حراس الجمهورية.. يقولون: يا لها من اتفاقات وصفقات مشبوهة هذه التي تتم بين قيادات من القوات المشتركة في الساحل الغربي، وبين قيادات حوثية، في حين صارت ميليشيا الحوثي على مقربة من سد مأرب!
 
يسمح لأنفسهم مثقفون وإعلاميون محترمون حصيفون، الخضوع لتأثير مثل هذه الحملة، وكأنهم يعرفونها لأول مرة من جماعة مدمنة على الكذب والتدليس والتشويه.
 
 
القوم يا شباب، يحاولون استغلال عملية إنسانية حدثت بعد مواجهات دامية، وهي لا تزيد عن انتشال جثامين، ولسنا متأكدين من صحتها، ولو صحّت تبقى ضمن محددات عداوة المقاومة مع الميليشيا الحوثية.. استغلوا واقعة كهذه -وهم يرون الحرب مستعرة في الحديدة- لكي يعموا عن منكراتهم  أو صفقاتهم الانفرادية مع الحوثي في مأرب، وسنذكِّر ببعض من صفقاتهم.. إليكم ما يلي:
 
 
خلال الفترة القصيرة الممتدة من أواخر شهر يناير إلى الأسبوع الأول من شهر فبراير هذا، أنجز الحوثيون مع الإخوان المسلمين في شرعية الرئيس هادي وجيش هادي11 صفقة استسلام وتسليم، من بينها ست صفقات لعودة الإخوان من مأرب إلى صنعاء، وخمس صفقات انفرادية لتبادل الأسرى، وفي عملية  فريدة جاءوا طواعية إلى محمد ناصر البخيتي –محافظ ذمار- وسلموه أسيراً يدعى أسعد عبد الله الرشيدي.. كان هذا في تاسع أيام شهر فبراير هذا.. في موضوع الهجرة الإصلاحية من مأرب إلى العاصمة صنعاء، أعلن الحوثيون أن المركز الوطني للعائدين استقبل عشرين ضابطاً وجندياً وشيخاً من اللواءين 159 و13 في مأرب أبرزهم قائد أركان يدعى بشار عبد الخالق الثابتي، هذا في يناير، وفي يناير أيضاً رجع من مأرب إلى صنعاء الشيخ يحيى النصري الأجدعي من مأرب، وبالمقايل أفرج الحوثيون عن 11 عائداً من مأرب تم اعتقالهم أثناء عودتهم بجريرة أنهم لم يتصلوا على الرقم 176 في مركز استقبال العائدين، وكان ذلك في آخر أيام يناير، وقبل يومين من استقبال الحوثيين عشرة ضباط وجنود من بينهم المقدم خالد صالح ضبعان.
 
في النصف الثاني من شهر يناير تسلم الإخوان المسلمون خمسة من رجالهم، وقاموا بتسليم الحوثيين خمسة كانوا في قبضتهم.. وبعد يوم من ذلك قالت صحيفة الصحوة، لقد تمت صفقة كبيرة للتبادل الناجز الناجح: عشرين أسيراً.. سلمنا الحوثيين عشرة، وسلموا لنا عشرة.. العقيد يحيى الحاسر من المنطقة العسكرية السادسة قال إن عملية التبادل تمت في منطقة نجد المجمعة جنوب مأرب، وإنه تم الاتفاق على إبرام صفقات تبادل في الأيام القادمة.. 
 
وقبل يومين من نهاية شهر يناير قال رئيس لجنة شئون الأسرى الحوثيين، إنه تم تحرير خمسة أسرى مقابل خمسة في مأرب عبر وسيط محلي.. 
 
وكان الأسبوع الأول من شهر فبراير/ شباط زاخراً بهذه الإنجازات بين الإخوان المسلمين في مأرب والحوثيين في صنعاء، حتى إن رئيس لجنة الحوثيين السيد المرتضى أعلن من العاصمة الأردنية عمان عن واحدة من العمليات الكبير التي تمت في شهر فبراير هذا، وهي صفقة تبادل 18 في مأرب.. بينما  في أثناء مداهمة الحوثيين لمارب يبرم شيخ قبلي مقرب من الإخوان يدعى طعيمان اتفاقاً مع الحوثيين على أن لا يقتحموا منطقة الزور وبالمقابل تخرج منها ومن ضواحيها بقايا الجيش الوطني وأن يظل الطريق المسفلت آمناً.
 
وكم يا منكرات.. حاولوا التعمية عنها بالطعن في الآخرين.. دخل في الزفة كثيرون، من بينهم مدير مكتب قناة الجزيرة الإخواني أحمد الشلفي.. هذا  اجتهد لدعم إخوانه، اجتهاداً يضحك النملة، فقال إن مصادر أخبرته بأن ثمة اتفاق هدنة بين طارق صالح والحوثيين في الحديدة، وأن الاتفاق بين الجانبين تم بطلب من حكومة دولة الإمارات.. هذا والشلفي يعرف أن الاتفاق على الهدنة تم في نهاية 2018 بين ممثلي الشرعية والحوثيين، وأن هذا الاتفاق الذي أملته بريطانيا وأميركا، جاء بعد ضغوط مارستها الشرعية والإصلاح لوقف قوات المقاومة الوطنية وقوات العماليق الجنوبية والتهامية  بعد أن توغلت في مدينة الحديدة حتى لم يتبق لها سوى اثنين كيلو متر للسيطرة إلى وسطها وطرد ميليشيا الحوثي منها.
 
بقي أن نمتع قاراءنا بمضحكات الشلفي التي لم نشر إليها قبل.. لقد كتب الشلفي يقول: "أكدت لي ثلاثة مصادر موثوقة أن هدنة سارية المفعول بين طارق صالح والحوثيين وأن الطرفان ملتزمان بهما وأن الإتفاق بطلب إماراتي".. هكذا كتب بالنص وحرفياً، ولأنه مثل كل الإخوانيين ملفق، ديماغوغي، جهول، كتب: إن الطرفان، هكذا الطرفان، بينما تلميذ في صف خامس أساسي يعرف أن اسم إن منصوب، وسيكتب: إن الطرفين.. والهدنة مفردة، أو واحدة، ومع ذلك كتب الشلفي: ملتزمان بهما.. بهما! وكتب: الإتفاق، بهمزة قطع، والصوب ألف دون همزة من تحت أو فوق.
 
على أن هذه التعمية الإصلاحية تأتي عقب الإنجازات التي حققتها المقاومة الوطنية، وكان آخرها القبض على الخلية الحوثية المكونة من خمسة حوثيين (هم سبعة إذ ما يزال اثنان فارين)، التي ألقت عليها شعبها الاستخباراتية، وهي الخلية التي كشف عنها في الثاني من فبراير، وتحدث أعضاؤها عن عشرين عملية قاموا بها في مديريتي المخا والخوخة منذ العام الماضي.. عشرين عملية لزرع وتفجير العبوات الناسفة، في سيارات، وأسواق، وقرب مقرات مكاتب السلطة المحلية ومقرات حكومية وبنوك ومطاعم ومحطات وقود ومستشفيات وجانبي طرقات، واستهدفوا في إحداها احتفالاً جماهيرياً.