ثلاث يمنيات يختبر الحوثي نخوة القبيلة بقتلهن

11:09 2020/12/26

بين الفينة والأخرى يقوم الحوثي بإجراء الاختبارات لقياس مدى فرض سيطرته، وإلى أين وصل الإرهاب الذي يمارسه بحق الناس في عقولهم، وهل أصبح الناس خانعين مهما يحدث ومهما كانت الجرائم التي يرتكبها الحوثي بحق المجتمع لن تواجه بالنقد أو المقاومة. 
 
كثيرة هي جرائم الحوثي التي يمارسها، والتي يمكن تصنيفها في العرف القبلي على أنها "عار" وأن مرتكبها مُدان وليس له أي حصانة من المجتمع، ولأن الإرهاب والقتل هو جوهر الفكر الحوثي، فإن ما يقوم به لا يعتبره "عاراً" وإنما جهاد في سبيل الله.
 
قتل المرأة في العُرف القبلي هو عيب كبير، تنتفض من أجلها كل القبائل، وتنكف من كل المناطق دفاعاً عنها، باعتبارها شرفاً لا يمكن هتكه، ومن يتجرأ بانتهاكه يواجه عقوبته القاسية. 
 
أصيلة الدودحي، المرأة التي تجاوزت حدود قوتها وقدرتها، رفضت أن يدنس شرفها الحوثي، في لحظة استغلال عدم تواجد رجال البيت، فكانت هي الرجل والمرأة التي لطّخت جبين الحوثي بعار جريمته، قتلها وكان قتلها اختباراً لقبائل تلك المنطقه "العود"، هل هناك رجل يمكن أن يرفض قتل امرأة، باعتباره شرف القبيلة... لا أحد.
 
استشهدت أصيلة، فسكنت قبائل العود، وأعلنت الراية البيضاء للمجرم، فوجد الحوثي فرصته في الانغماس أكثر والتمادي أكثر في جرائمه، وفي لحظة ذابت كل أعراف القبيلة، وتهاوت كل صرخات العار والشرف، والتشدق بأن اليمنيين لا يقبلون الضيم، ولا يركعون لطاغية، ولا يسكتون على من ينتهك شرفهم. 
 
وعلى عكس قبائل "العود" وجدت جهاد رجال قبيلتها على جبينهم نخوة الشرف، حملوا البنادق وأعلنوا النكف، وقالوا هي حرب من أجل الشرف، هي حرب بين من لا يمتلكون الشرف، فأعلنت البيضاء معركتها وقاومت جحافل الحوثي. 
 
ومهما كانت نتائج المعركة في البيضاء فإنها دفاع عن العرض والشرف، معركة لم ترتعد فرائص قبائل "جهاد" ولم ترتعش أياديهم، بل قالوا كلمة حق، ودافعوا عن شرفهم، أحراراً قاتلوا، وأحراراً استشهدوا، وأحراراً يرفضون كل رذيلة للحوثي. 
 
وهذه المرة يعلن الحوثي اختباراً جديداً لأبناء إب، يقتل امرأة ويدوس حشاها، ويهتك عرضها وشرفها، يقتحم منزلها في سكون الليل، يفتح على أبنائها كل الخوف والرعب، ويصادر روحها بكل أريحية.
 
ماذا قالت قبائل إب، وعن أي إنصاف يتحدث أحدهم أن الحوثي جاء لرفع الظلم، وعندما فتحوا بيوتهم، وجدوا أنهم أدخلوا الجلاد، لقد وجد الحوثي أن إب قد دانت له بالولاء الأعمى، وأن كل اختبارات الشرف والعرض قد نسي أبناؤها إجاباتها، وأصبح كل ما يقوم به الحوثي من جرائم لا تجد لها مقاومة. 
 
لا أتحدث عن كل المجتمع، بل أعني أولئك الذين يتشدقون بالشرف والعرض، لماذا سكتوا عندما انتهك الحوثي كل الشرف وكل العرض، أما الناس فهي تدين ذلك، ويغتلي بداخلها نار المقاومة، بانتظار لحظة الخلاص، حتى يندفعوا ليقتلعوا الحوثي وكل رذائله.