قضية تحرير المرأة و إحلال السلام في الوطن

11:34 2020/12/16

منذ قديم الزمان لم تتلقَ الأنثى الاهتمام والتربية والتعليم والتدريب كنظيرها الذكر، خاصة في مجتمعنا العربي؛ فليس هناك أي دليل علمي يثبت أن المرأة أقل من الرجل نفسياً، وعقلياً وجسدياً، بل هذا النقص فرضه عليها المجتمع لأسباب سياسية واقتصادية واجتماعية لصالح الرجل ومن أجل تمييز الذكور؛ لذا كان ذنبها أنها ولدت في زمن التعصب وفي بقعة جغرافية مازالت تطبق قوانين ودساتير الجاهلية، وتربت في أسرة ذكورية يمتلك فيها الأب الزوجة والأطفال كما يمتلك قطعة الأرض.
 
في حين لو نظرنا للطبيعة من حولنا، سنرى أن الأنثى أهم من الذكر وأغلى قيمة، فأنثى النخيل أهم وأغلى من ذكر النخل، والفرس هي الأغلى والأسرع في الانطلاق والجري من الحصان، المرأة هي نصف المجتمع ومربية النصف الآخر.
 
لذلك، لا يمكن تحقيق السلام على أرض الوطن مالم تدخل النساء بكل ترحاب إلى كافة ميادين الخدمة والبناء كشريكة كاملة للرجل، فالمرأة بطبيعتها عطوفة، يحتل الحب حيّزاً كبيراً منها، فإنها سَتَسِدُّ بكل قوتها أي باب يأتي منه ريح الاختلاف والنزاع والقتال، وبحبها العظيم كأم، كزوجة، كأخت، وكبنت، ستمنع أسرتها من المشاركة في الهدم والدمار وتشجعهم على السير قدماً نحو خدمة المجتمع وبنائه وهي ترافقهم خطوة بخطوة.
 
فلا تَحلموا بوطن حر والمرأة فيه جاهلة، مستعبدة، سجينة خلف قيود العادات والتقاليد.
 
لا تحلموا بدولة مدنية تطبق القانون والنظام ما دامت المرأة في نظركم ناقصة. ففاقد الشيء لا يعطيه، فكيف لها أن تُعطي وتجود وتُطعم وتُسقي وتبني المجتمع وهي محرومة ومظلومة خلف النقاب.
 
فالسلام ينمو في بيئة تعم فيها الوحدة والانسجام والمساواة بين الرجال والنساء.
 
المرأة والرجل: شراكة من أجل كوكب سليم.