Image

وفاة الحبيشي وعنصرية الحوثي.. العناية الصحية حق لقيادات العصابة فقط

فتك فيروس كورونا بالصحفي أحمد الحبيشي مستشار مجلس الحوثيين السياسي الأعلى كحال الكثير من البسطاء لم يجد حتى مركزا صحيا يستقبله ويقدم له العون الطبي رغم تشدق المليشيات وتغنيها بالإجراءات الكافية سواء في القطاع الطبي الخاص أو الحكومي.
 
الموت قدر الجميع ولا يستطيع أحد تأجيل قدره غير أن تعامل المليشيات الحوثية مع الحالة المرضية للحبيشي الذي باع نفسه وبلده لمرتزقة إيران كشف عن تجذر عميق للعنصرية في فكر المليشيات وسلوكها وتعاملها حتى مع من يساندونها بشراسة مالم يكونوا من المحسوبين على العصابة السلالية.
 
الحبيشي بعد أن فشل في الحصول على تجاوب أي من قيادات المليشيات الحوثية لجأ إلى منصات التواصل الاجتماعي يستنجد بأحد الأطباء الذي أوضح لاحقا أنه تجاوب معه وبعث له وصفة طبية أوقفها أحد أطباء الحوثي الآخرين كونها مكلفة حسب توضيح الطبيب وهاج المقطري عندما رد الحبيشي عليه بأن حالته الصحية عادية "التهابات سنوية" وهذا يشير إلى أن المليشيات أجبرت الحبيشي على تغيير رأيه كما قرصنت هاتفه ونشرت تغريدة ترجع وفاته إلى مضاعفات السكر.
 
لم تكتف المليشيات الحوثية بترك الحبيشي دون أي اهتمام، كونه أحد المدافعين المخلصين عن سيد الكهف زعيم عصابة الكهنوت، بل تمادت لتفرض عليه إنكار مرضه  ووصل بها الحال بعد وفاته إلى أن تخترع له مرضا آخر غير فيروس كورونا لتخفي عنصريتها المقيتة وتعاملها الدوني مع المحسوبين عليها من خارج دائرة الانتماء السلالي المريض بكذبة الاصطفاء والتمكين.
 
وكما تفيد المعلومات القادمة من صنعاء فإن المليشيات الحوثية توزع الأجهزة الطبية والفرق الصحية على منازل قياداتها التي تظهر عليها أعراض مرضية حتى وإن كانت غير أعراض كورونا كون قيادات المليشيا تعتبر المشافي بؤرا لتفشي فيروس كورونا ولذلك لا تذهب إليها وتحضر الفرق الطبية إلى المنازل.
 
وقبل وفاة الحبيشي قتل فيروس كورونا عددا ليس قليلا من كوادر اليمن الطبية والجامعية والقانونية وجميعهم لم يجدوا أي رعاية طبية كونهم لا يرتبطون بتفرعات الانتماء السلالي للعصابة الحوثية كما أن الأيام القادمة حبلى بالكثير من الفواجع الناتجة عن وفيات بسبب كورونا غير أن المليشيات لم تعترف بتفشي الوباء ولم توفر أدنى الخدمات الطبية للمصابين.
 
ماذا لو أصيب أحد مدراء قناة المسيرة الحوثية مثلا أو أحد المحسوبين على السلالة من الكوادر الإعلامية، حينها ستتحرك كل قطاعات وزارة الصحة الحوثية لتوفير الخدمة الطبية للمريض في منزله وسيتواصل به القيادي الحوثي المدعو أحمد حامد إن لم يذهب لزيارته في منزله غير أن حامد وهو من أكثر قيادات المليشيا همجية وعنصرية لم يكلف نفسه عناء الرد على اتصال تلفوني للحبيشي.