Image

للمخا طقوسها..الجدونة في عيدها الثالث

وإن اختلفت المسميات في كل بلد إسلامي إلا أن للمخا طقوسها بليلة نصف شعبان وتسمى (الجدونة) وتسمى في الإمارات (حق الليلة) بينما تسمى في الكويت  (القريقعان) ومأخوذة هذه التسمية من قرع الأطفال للباب، أما في البحرين فيسمونها (ليلة الناصفة) كما لها الجدونة في قطر تسمية أخرى (ليلة الناقلة) وفي عمان (القرنقشوة) كما يطلق عليها مسلمو الهند (ليلة البراءة). 
 
التسميات كثيرة، تختلف من مكان إلى آخر، في البلد الواحد، وكما يطلق المغاربة عليها (ليلة الدردبة) فمصر تختلف مسمياتها من مدينة إلى أخرى كما هنا تختلف المسميات فهي (جدونة) بمدينة المخا و (الشعبانية) في شرعب، ريف تعز الشمالي . وكنا نحتفل بها بطريقتها الصوفية قبل سنوات وتركت البلاد هذه العادة لكنها لا زالت في المخا تدون الارتباط الوثيق بين هذه المدينة والتراث الكرنفالي للمناسبات الإسلامية. 
 
في هذه الليلة كما في الأثر حولت القبلة من القدس إلى مكة المكرمة، وتختلف الطقوس الممارسة في هذه الليلة بين المذاهب حتى، لكن للجدونة بمدينة المخا رائحة الصغار ولمعان النساء، وللجدونة هنا كرنفالا يجمع الصغار مع الكبار، ولهذه اليوم في مناطق تهامة تجلياتها الروحية الجليلة، الروح العليا للمخا عيد ثالث، هو يوم الجدونة، فالصغار أشد فرحا بعيدي الأضحى والمبارك والجدونة عيدهما الثالث من خلال البهجة التي تعم الأرواح، لبس الجديد، والزينة، والطواف بين المنازل، وهكذا يتم الأمر: 
 
يلبس الأطفال ملابسهم الجديدة، لأطفال المخا عيد ثالث كما قلت، صباحا، كل منازل المدينة قد استعدت لهذه اليوم بالحلويات وأشياء العيد المعروفة، كل عيد، وفي يد كل طفل كيس، يحصل كل واحد منهم على عيديته، كما في كل عيد، وتتحول المدينة إلى مكان بهيج، يجمع صغار المدينة ويرابط المجتمع المخَاوي على خلاف الجميع بأشد أنواع الألفة. 
 
 
الجدونة من المخا إلى الهند ، من الشاذلي الرابض ببياضه الملفت إلى بيضاء المغرب، من موكا إلى كل بلد يتشارك بهجته مع هذه المدينة في مقتبل البحر الذي يؤدي إلى كل مكان وأدى مذ بدأ التأريخ إلى الفرح.