للعميد طارق.. من تهامي إلى عفاشي

10:46 2019/12/22

كتهامي نشأت وترعرت بأرض تهامة الطيبة التي لا تقبل إلا طيباً، أرضنا التي حررها رجالنا الأبطال، داحرين الميليشيات الحوثية، التي هجرتنا من منازلنا ودمرت الأرض والإنسان في اليمن بشكل عام، وفي تهامة بشكل خاص.. جئت هذه المرة إلى الساحل بعد غياب طويل.. أحمل بين جنبي يمنا كبيرا، وبين أضلعي قضيه إنسان وأرض اسمها تهامة. تهامة التي تربى أبناؤها على ثقافة النظام والقانون. النظام الجمهوري الذي وضع أسسه وأساسه الزعيم، رحمة الله عليه، رغم ما حصل في عهده من قبل نافذي الإخوان الذين بسطوا على الأرض بقيادة الجنرال الباسط بأمر الله (الذي انبسط وافتهن فيها) تاركاً لأهلها، حفظه الله.
 
طلبة الله في البسطات إلى أن جاءت بلدية الحوثي وكوشت على الكل، بينما الجنرال وإخوانه فحطوا تاركين إنسان تهامة للجوع والتجويع. الإنسان الذي حاول الجنرال وإخوانه في عهد الزعيم حجب عيني الزعيم، رحمه الله، عن إنسان تهامة ومعاناته تحت شعار (كل شي سابر يا فندم) هكذا كانوا يقولون للزعيم.. الزعيم الذي أحبه الناس في تهامة حباً لو أحبوه لله سبحانه وتعالى لأدخلهم عليه الجنة، كوني من تهامة من يعشقون النظام والقانون وممن يتمنون عودة هذا النظام، والخلاص من الميليشيات، وإصلاح ما أفسدته الثعابين التي رقص على رؤوسها الرئيس..
 
سأتحدث اليوم إلى العميد طارق صالح قائد المقاومة الوطنية بما يجول في خاطري..
 
سيادة العميد، لا أخفيك أني حينما جئت إلى الساحل من ضمن الحضور في فعالية إحياء الذكرى الثانية لاستشهاد الزعيم ورفيقه الأمين دمعت عيناي لما رأيته من وجه الدولة الباسم من خلال التنظيم المحترم لتلك الفعالية المنظمة والنظام الذي سادها والذي ظننته ذهب مع الريح ولن يعود، وكذلك ما شاهدته من حب الناس للزعيم حيا وميتا وحبهم لكم أيضا.. لذلك وبرغم معرفتي بصعوبة المرحلة وحساسية الوضع في الساحل وجب عليكم أن تضعوا في حسبانكم إنسان تهامة قبل كل شيء. إنسان تهامة البسيط والمبسوط عليه من حلفاء الأمس، الإنسان الذي يحب دون أدنى مصلحة تذكر.. ضعوا هذا الإنسان البسيط في حدقات أعينكم، واجعلوا تواصلكم معه لا مع وسطاء ممن يبيعون الوهم من أجل مصالح آنية.. ولا يغرنكم متصدرو الساحة ممن صنعتهم الصدفة وليس بينهم وبين البسطاء أدنى لغة حوار.. لذلك نشدد بل ونلح على أن توجهوا خطابكم الإعلامي ومنابركم الإعلامية نحو معاناة البسطاء، لأنه بيني وبينك أصحابنا مفيش معاهم أي وسيلة إعلامية، ما معاهم إلا جروبات واتس، وكل واحد يدق الثاني وبالبلدي كدا (كلها طلبة الله.. وعلى عشرين يا رعوي).
 
الناس في تهامة يحبون النظام ويكرهون الملشنة، سواء كانت ملشنة بأياد تهامية، او بغيرها.. اصنعوا قادة من البسطاء ممن يتحدثون بلغتهم ويشعرون ليبنوا جسرا قويا للتواصل بينكم وبينهم. ولا تصنعوا أبطالا من ورق سيتناثرون مع هبوب أول عاصفة، وعلى قول إخواننا المصريين (فص ملح وذاب) وبرغم معاناة الناس في تهامة ووقوف الأمم المتحدة كحجر عثرة في استكمال التحرير إلا أنكم بالنظام والقانون ستظلون الأقرب للناس هناك، إن عملتم على معالجة أخطاء الماضي وجعلتم كل طامع يعرف أن تهامة ليست مجرد مغنم من أرض وميناء وما إلى ذلك بل هي روح إنسان تبحث عن اليد البيضاء التي تنتشله من حياة البؤس والفقر والمرض. وقفوا بالمرصاد لكل من تسول له نفسه سرقة ثروات أبناء تهامة وتركهم متسولين على قارعة الشوارع والجوامع وأنتم أهل لها.
 
ختاماً.. دعني أهمس في أذنك سريعا قبل انطفاء بطارية اللابتوب.. سيادة العميد، أنت عارف أن تهامة هي الوحيدة في اليمن الكبير التي تمتلك ثروة هائلة قد تغطي اليمن بأكمله، ومع هذا ومن عند هذه الثروة زادت ما قصرت وغطت كل محافظات الجمهورية بالجياع والمتسولين (واخدبال حضرتك معايا يا فندم).
 
*من صفحة الكاتب على فيسبوك