Image

"ديسمبر" أكثر.. عندما قال صالح: (ما بدا بدينا عليه... و"عتقرح")

 
بعد أيام من فعالية "الإعدام - الإعلان- الدستوري" كنت عنده، واسترجع الزعيم لمرتين رأياً (حذراً) كنت ألقيت به أول الكلام:
 
"ما قلت .. ما قلت؟!"..
 
وأعدت بكلمات أقل: إنهم ينتفخون ليملأوا المكان، ولن يستبقوا أحداً في طريقهم حيث لا يقدر عليهم، ولا أظنك تغفل هذا؟!
 
لم يأخذ وقتاً كثيراً يستبطن مغزى الكلام قبل أن يجمل ويوجز: "ما بدا بدينا عليه... البالونة تنتفخ وتعلي و"عتقرح"... ما يبقى منها عيبقى منهم آخرة المتم".
 
ثم تقلبت الأيام... وبدا الزعيم على ما بدا له..
 
ومضى مقبلاً غير مدبر وكراراً لا هياباً ولا فراراً، ولسان حاله كمن قالها قبلاً في مثل هكذا مقام وفي ساح الإعدام الإمامي: (حبلناها وستلد).
 
اثنان لا ثالث لهما، مخادع أو مخدوع، من يجادل أنّ علي عبدالله صالح لم يكن يعرف جيداً طبيعة الحوثة وخطرهم على البلاد وعلى اليمن الجمهوري وعلى علي عبدالله صالح شخصياً.
 
الحقيقة أبقى من خصومه الأسوأ الذين اختلقوا وأوغروا حوله الأكاذيب والأباطيل -والله يشهد أن الإخوان والحوثيين على رأس القطيع- لإسقاط نظام ودولة وحكم صالح أولاً. ثم حصروه تباعاً، وحاصروه، بالأحقاد والكراهية السوداء والاستهداف الشامل.
 
فعلوا ذلك... بفجور لم يفتر أو يتراجع، حتى بعد انتقال السلطة إليهم وانتقاله من دار الرئاسة إلى داره.
 
واستمروا يفعلون ذلك، إلى مستوى من التبذل والفجور، بحيث إن سلطة عليا هو من حشد واستنفر الجماهير للاقتراع لها لم تجد ما يشغلها إلا مشاغلة صالح، وصولاً إلى -حتى- تقليص عدد الصرف من (الكدم) لحراسته الخاصة (...) إمعاناً في الأذية والاستعراض بمقدرة من إذا قدر فَجَر!!
 
أودع علي عبدالله صالح صاعق تفجير كبيراً في قلب الانقلاب والظاهرة الحوثية المنتفخة، وقاتلها وحيداً مجرداً من عوامل القوة، إلا نفسه وأولاده، ومضى مجيداً شهيداً، موصياً "ثوروا على الكهنوت".
 
فماذا فعل خصومه، الذين اعتاشوا على الفجور وتجسيم الأحقاد روايات واتهامات مضللة استغفلت الناس والعالم وغافلتهم؟
 
وأين وصلوا مع الحوثيين والانقلاب والكهنوت، بعد رحيل صالح؟
 
في 2011 كانت المقولة الرسمية اللعينة التي تداولها شيوخ وقادة وخطباء وكُتّاب المعارضة وكهنة إسقاط النظام والرئيس، هي: يرحل الرئيس ويسقط عفاش وستنتهي مشكلة صعدة بالخصوص. الحوثيون إخواننا ولا بيننا مشكلة.
 
ذاكرة جوجل ويوتيوب لا تنسى، فضلاً عن ذاكرة التاريخ.
 
في 2014 وما بعدها، وقد اعتذروا للحوثي عن حروب نظام ودولة صالح الست بصعدة، صارت المقولة الرسمية -اللعينة- لشيوخ وخطباء وقادة وكُتاب الحكم وكهنة النظام والرئيس هي: "ينتهي الرئيس السابق وستنتهي مشكلة الانقلاب الحوثي، ما بش حوثي هو إلا صالح لبّس خبرته زنان وأكوات".
 
في ديسمبر 2017 قاتل عفاش الحوثيين وقتل عقب وداع مسجل استنفر للجمهورية الثارات. معه ورافقه، رفيقه الأمين، ابن شبوة ورمز وحدوية المسير والمصير. لو كان جبل لتداعى. لكنه عارف الزوكا.
 
في أواخر 2019 لم تتحرك جبهة قيد أنملة عما كانت عليه قبل رحيل صالح، إلا استثناءات قليلة بالطبع خصوصاً في ريف تعز. باستثناء الساحل الغربي حتى الحديدة. والمقولة الرسمية، في الأثناء، لشيوخ وكُتاب ومنظّري وكهنة الحكم والحكام الهاربين في فنادق ومصايف ومضايف الشتات، هي: تحرير المخا وذوباب والمندب -المحررة- (...)، بعد عام من التصدي لإنقاذ الحوثيين في الحديدة ومنع تحريرها حتى قال كبيرهم -أو النائب-: للحوثي ولا لعفاش!!
 
ديسمبر صار أكثر وأكبر..
 
عينه ترنو إلى صنعاء...
 
ولسان الحال: (حبلناها... و"عتقرح").