Image

بيان هام للكتلة البرلمانية الجنوبية بشأن أحداث عدن توجه فيه دعوة مفاجئة للرئيس هادي وهذا هو موقفها من الشرعية والانتقالي – (نص البيان)

بيان هام للكتلة البرلمانية الجنوبية بشأن أحداث عدن توجه فيه دعوة مفاجئة للرئيس هادي وهذا هو موقفها من الشرعية والانتقالي – (نص البيان)

اصدرت الكتلة البرلمانية الجنوبية بمجلس التواب اليمني بياناً هاماً بشأن الاحداث الاخيرة بالعاصمة عدن.

وجاء في البيان الذي تلقى "يمن الغد" نسخة منه توضيح لموقف الكتلة البرلمانية الجنوبية والاحداث المتسارعة ودعت في بيانها الرئيس هادي الى تقييم الأسباب الموضوعية والذاتية المرئية وغير المرئية التي أدت إلى تصاعد الأحداث حتى وصلت إلى ما وصلت إليه من احتقان ومواجهة مسلحة بين شريكين رئيسيين في نصرة الشرعية ومواجهة المشروع الحوثي الإيراني وهزيمته.

واعتبار ضحايا هذه المواجهة وأية مواجهات سابقة مشابهة شهداء ومنحهم الحقوق التي يحصل عليها جميع الشهداء، ومعالجة الجرحى جميعا، انطلاقا من مبدأ المسؤلية الحكومية عن جميع المواطنين.

ندعو إلى معالجة الجذور الأساسية للقضية الجنوبية بخلفياتها التاريخية وأبعادها السياسية والوطنية بعيداً عن نظرية المؤامرة والبحث عن متهم خارجي، حيث يعلم الجميع أن التململ الذي يعيشه الجنوب.

كما دعو فخامة الأخ الرئيس وكافة القوى السياسية  اليمنية إلى إعادة النظر في التعامل مع المجلس الانتقالي الجنوبي ومكونات الحراك الجنوبى السلمى وقياداته السياسية والتعامل معه كقوى سياسية فاعلة ومؤثرة على مجمل الأحداث والتفاعلات في الساحة، وقوة حليفة في مواجهة المشروع الانقلابي الحوتي ـ الإيراني

ودعا البيان الحكومة إلى  تحمل مسؤوليتها القانونية والأدبية في معالجة الأزمات المتواصلة في الخدمات الضرورية في محافظات الجنوب وفي مقدمتها أزمات التموين والكهرباء والتطبيب والخدمات البلدية، ومعالجة ملف الجرحى من شباب المقاومة، وتفعيل القضاء والنيابة العامة والأجهزة الأمنية، ومواجهة الإرهاب والجريمة، وسواها من الملفات المتصلة مباشرة بحياة المواطنين.

نص البيان كما ورد:

بسم الله الرحمن الرحيم

بيان صادر عن الكتلة البرلمانية الجنوبية

لقد تابعت الكتلة البرلمانية الجنوبية ما شهدته مدينة عدن من أحداث مؤسفة أدت إلى استشهاد عدد من ابنائنا من قوات الحرس الرئاسي ومن قوات الحزام الأمني وبعض المدنيين وجميعهم مواطنون يمنيون، وهي الأحداث التي جاءت نتيجة تراكمات مزمنة تمتد إلى ما قبل ربع قرن على أعقاب حرب 1994م المشؤومة.

لقد نبهت الكتلة البرلمانية الجنوبية مرارا إلى أهمية النظر بعين الجدية للآثار السلبية لحرب 1994م على حياة المواطنين الجنوبيين وعلى النسيج الاجتماعي الوطني والجنوبي وعلى البنية المؤسسية في الجنوب.

إن الأحداث الأخيرة لم تكن بمعزل عن مجمل التفاعلات التي شهدتها الساحة الجنوبية منذ العام 1994م والتي جرى التعامل معها بتعالٍ واستكبار ما أدى إلى تصاعد مطالب القائمين عليها ووصلت إلى ارتفاع الصوت المطالب بالعودة إلى نظام الدولتين الذي يلاقي تأييدا واسعا من غالبية المواطنين في الجنوب.

وفي ضوء ذلك فإن الكتلة البرلمانية الجنوبية تدعو القيادة السياسية وعلى رأسها فخامة الأخ رئيس الجمهورية الفريق عبد ربه منصور هادي وكافة الأحزاب السياسية المناصرة للشرعية إلى الآتي:

تقييم الأسباب الموضوعية والذاتية المرئية وغير المرئية التي أدت إلى تصاعد الأحداث حتى وصلت إلى ما وصلت إليه من احتقان ومواجهة مسلحة بين شريكين رئيسيين في نصرة الشرعية ومواجهة المشروع الحوثي الإيراني وهزيمته.

اعتبار ضحايا هذه المواجهة وأية مواجهات سابقة مشابهة شهداء ومنحهم الحقوق التي يحصل عليها جميع الشهداء، ومعالجة الجرحى جميعا، انطلاقا من مبدأ المسؤلية الحكومية عن جميع المواطنين.

ندعو إلى معالجة الجذور الأساسية للقضية الجنوبية بخلفياتها التاريخية وأبعادها السياسية والوطنية بعيداً عن نظرية المؤامرة والبحث عن متهم خارجي، حيث يعلم الجميع أن التململ الذي يعيشه الجنوب لم يكن وليد العام 2015 ولا حتى 2012م بل يمتد إلى الأعوام اللاحقة لحرب 1994م وتبلور واحتدم في العام 2007م  عند انطلاق فعاليات الحراك السلمي الجنوبي، والذي قوبل بالسلاح والاعتداء على المدنيين واستخدام نفس اللغة والنظرة والمعاملة التي يعامل بها مطالب الجنوبيين اليوم مما يعني أن البعض لا يريد أن يتعلم من أخطاء ومكابرات وشطحات الماضي.

وفي هذا السياق ندعو فخامة الأخ الرئيس وكافة القوى السياسية  اليمنية إلى إعادة النظر في التعامل مع المجلس الانتقالي الجنوبي ومكونات الحراك الجنوبى السلمى وقياداته السياسية والتعامل معه كقوى سياسية فاعلة ومؤثرة على مجمل الأحداث والتفاعلات في الساحة، وقوة حليفة في مواجهة المشروع الانقلابي الحوتي ـ الإيراني، وبناء شراكة حقيقية تساهم في مواجهة إرهاب الجماعات الداعشية والقاعدية والحوثية،  والكف عن ثقافة الاستعلاء والاتهام التي ما حمت وطناً ولا حلت مشكلةً ولا أعادت شرعيةْ.

 

نتوجه بالتحية والتقدير إلى الأشقاء في دول التحالف العربي وفي المقدمة قادة الشقيقتين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة لدورهما المشهود في مواجهة المشروع الإيراني في اليمن، وحرصهما على أرواح ودماء أبناء وطننا من خلال المبادرة الأخيرة المتعلقة بأحداث عدن، والدعوة للحوار بين الأطراف المتصلة بتلك الأحداث في مدينة جدة، وندعو إلى أن تكون القضية الجنوبية هي محور وأساس الحوار والبحث في الخيارات المتاحة للمعالجة العادلة لهذه القضية.

ندعو الحكومة إلى تحمل مسؤوليتها القانونية والأدبية في معالجة الأزمات المتواصلة في الخدمات الضرورية في محافظات الجنوب وفي مقدمتها أزمات التموين والكهرباء والتطبيب والخدمات البلدية، ومعالجة ملف الجرحى من شباب المقاومة، وتفعيل القضاء والنيابة العامة والأجهزة الأمنية، ومواجهة الإرهاب والجريمة، وسواها من الملفات المتصلة مباشرة بحياة المواطنين.

إننا ندعو أطراف الأزمة في عدن إلى التعامل مع ما جرى من منطلق المسؤولية الوطنية بعيداً عن ثقافة الثأر والانتقام، وعدم معاقبة المواطنين الذين لا ذنب لهم من خلال إغلاق المصالح الحكومية ذات الصلة بحياتهم انتقاما من هذا الطرف السياسي أو ذاك، ونتمنى تحويل ما أدت إليه الأزمة الأخيرة إلى درس للقبول بالتباين والاختلاف ومعالجة كل مشاكلنا بالحوار والعقل والكف عن اللجوء إلى السلاح، ونبذ ثقافة التخوين واحتكار الوطنية وادعاء امتلاك الحقيقة، والانتقال إلى تكريس مبدأ التسامح والتعايش واحترام الاختلاف في الرأي.

                                                                       الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى                                                                            والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

صادر عن الكتله البرلمانية الجنوبية / عدن – بتاريخ :20 ذي الحجه 1440 هجريه

                   الموافق: 21/8/2019