Image

مليشيا الحوثي واتفاق السويد.. من الرفض المبطن إلى الانقلاب المعلن - (تقرير)

صعدت مليشيا الحوثي الإيرانية خلال اليومين الماضيين، هجومها على رئيس الفريق الدولي للإشراف على وقف إطلاق النار وإعادة الانتشار بمدينة الحديدة باتريك كاميرت، الأمر الذي اعتبره مراقبون بأنه انتقال من مرحلة الرفض المبطن إلى الانقلاب المعلن على اتفاقية ستوكهولم.

وهدد رئيس وفد الحوثيين في مفاوضات السلام والناطق الرسمي للمليشيات محمد عبدالسلام، بنسف اتفاق السويد وتعطيل أية مشاورات أو تفاهمات قادمة.

واتهم في تغريدة له على صفحته الرسمية في "تويتر"، رئيس الفريق الدولي المكلف بمراقبة وقف إطلاق النار وإعادة الانتشار الجنرال باتريك كاميرت بالفشل في مهمته، والعمل وفق أجندات خارجة عن اتفاق السويد، مطالباً الأمم المتحدة باستبعاده، بزعم أنه ليس بمستوى وحجم المهمة المسنودة إليه.

تصريحات الناطق الرسمي لمليشيا الانقلاب لم تكن الأولى، حيث سبقها هجوم مماثل من القيادي الحوثي حسن زيد، دعا فيه إلى طرد الجنرال الهولندي باتريك كمارت، واستمرار القتال في الحديدة حتى "آخر قطرة من الدماء" على حد قوله .

في حين وصف بيان رسمي لما يسمى اللجنة الاقتصادية العليا التابعة للمليشيا المتمردة، جرى إعلانه بعد ساعات فقط من تصريحات القياديين الحوثيين، الأمم المتحدة بعدم الحيادية، مطالباً إياها بتقديم ضمانات لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في السويد، دون تحديد ماهية الضمانات المطلوبة.

مراوغة حوثية

المحلل السياسي والعسكري نجيب الجابري، اعتبر تلك التصريحات بأنها تندرج ضمن ما أسماه "المراوغات" التي تسلكها مليشيا الحوثي للتنصل من التزاماتها وتعهداتها المبرمة، وهي نهج راسخ في أدبيات الحوثيين الذين لم يسبق أن التزموا بأي اتفاق أو معاهدة.

وقال الجابري لـ"العين الإخبارية": إن من يعتقد أن بالإمكان تحقيق السلام عبر اتفاقيات ومفاوضات الحوثيين فهو واهم.

وأضاف الجابري أن هذه المليشيات لا تعرف سوى منطق السلاح والرصاص، وتاريخها مليء بالشواهد على نقضها العشرات من الاتفاقيات خلال السنوات الماضية.

وأشار إلى أن مليشيا الحوثي هرولت نحو مشاورات السويد، فقط من أجل تجنب الخسارة العسكرية التي كانت قاب قوسين أو أدنى، لكنها اليوم بعد أن اطمأنت نسبياً واستعادت بعض أنفاسها بدأت في التنصل من التزاماتها، وهذا أمر متوقع لدى الجميع، وقد نشهد في الأيام المقبلة تصعيد أكبر من جانب تلك المليشيات.

وكانت الأيام الماضية شهدت تخلف ممثلي مليشيا الحوثي في اللجنة المشتركة لتنفيذ وقف إطلاق النار وإعادة الانتشار في مدينة الحديدة، عن حضور اجتماعات اللجنة التي يرأسها الجنرال الهولندي باترك كاميرت.