Image

بالترهيب والترغيب وأساليب أخرى "قذرة" يشرف عليها أبو علي الحاكم.. هكذا تعمل مليشيا الحوثي على تركيع مشائخ القبائل – تفاصيل صادمة

تعيش مليشيا الحوثي الإرهابية صراعا غير معلن في عمق تكوينها الحركي، فبعد استثمار الموارد البشرية لـ"القبائل" في حربها ضد الشعب اليمني، باتت تشعر أن "القبيلة" ذاتها تشكل خطرا يهدد المناطق الخاضعة لسيطرتها.

ولم تكن قبائل اليمن تخضع لرهانات الحوثي من وهلة "الوساطات القبلية" و"إغراءات المال" قبل أن تعمد أسرة "الحوثي" للحرب الخفية والمعلنة التي تعود إلى تسعينيات القرن الماضي من دعوة ما عرف بـ"نهضة الزيدية" والتزاوج من القبائل تحت عبأة طائفية دينية وأخرى قبلية اجتماعية، عمل بعدها "حزب الله" على تطوير أساليب الردع الحوثية بغرض تحويل القبيلة كتابع.

فمن تحجيم نفوذها وفرض حصة لـ"التجنيد" والاختراق "غير الأخلاقي" تفند مصادر قبلية وباحثون اجتماعون وتقارير دولية خلال تصريحات ورصد مكثف أجرته "العين الإخبارية" أساليب تركيع المليشيا لقبائل شمال اليمن.

وكشفت مصادر قبلية لـ"العين الإخبارية" عن سلاح فتاك أشرف عليه القيادي الحوثي أبو علي الحاكم، أطاح بـ 18 زعيما قبليا يعد نفوذهم المدماك الصلب لما يعرف بقبائل "طوق صنعاء"، تمثل بـ"كتيبة" من حسناوات "الزينبيات" اخترقت الشيوخ تحت غطاء المنظمات وأساليب تمويه مختلفة.

وأشارت إلى أن ذلك نفذ قبل أشهر من سباق حزب "المؤتمر" والحوثيين على ضمان ولاء مشايخ طوق صنعاء ومواجهات انتفاضة الثاني من ديسمبر/ كانون الأول، بين المليشيا وأنصار الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، التي انتهت باغتيال الأخير.

الطاعة بالإكراه

وتفند دراسة حديثة لـ"معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى" عدة أساليب من طاعة الإكراه التي تنفذها مليشيا الحوثي بحق القبائل المناهضة لهم، منها قطع رؤوس الأسرى، وعرض الجثث بالأماكن العامة، وإعدام الأطفال، وأسلوب ما يعرف بـ"الرهائن" لضمان الطاعة.

وإلى جانب ذلك، أصدر رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى، المدعو مهدي المشاط قرارا قضى بتشكيل مصلحة "شؤون القبائل" وتحويلها إلى هيئة ترتبط به مباشرة، في هيمنة جديدة للجماعة الإرهابية

ورأى خبراء قرار "المشاط"بأنه في سياق الـ"تركيع" الحوثي بهدف التحكم بالمكونات القبلية وشيوخها بما يضمن  تسخيرهم وحشدهم إلى جبهات القتال عقب النزيف البشري مؤخرا بالحديدة، وعزوف القبائل بعد عقد من قتالهم كعشائر قبلية على نحو من "التضامن القبلي" إلى جوار الحوثيين الذي عمدت إلى تشكيل فرق قتالية من 20 إلى 30 فردا وفقا لـ"الروابط العائلية".

وجاء قرار "المشاط" بعد ظهور القياديين الإرهابيين "أبو علي الحاكم، ومحمد علي الحوثي" مع الشيخ ناجي بن عبدالعزيز الشائف، شيخ مشايخ قبيلة "بكيل" التي تشكل ثلثي سكان المحافظات الشمالية، في دلالة على أن المخزون البشري للمذهب "الزيدي" لازال تحت "باكورة" المليشيا.

 

 لكن معهد واشنطن، ومصادر "العين الإخبارية" أكدت أن مليشيا الحوثي كثفت من نشر "نقاط تفتيش" و"دوريات" في محيط وداخل بلدات القبائل في طور "جس النبض" ومخاوف من الانشقاقات المتزايدة

كما نبه المعهد الأمريكي على أن سجلات استخباراتية حكومية سطت عليها المليشيا قبل تمددها نحو "حجة" وميناء "ميدي" و"الجوف وعمران"، مكنتها من تحديد الشبكات القبلية والمحلية، والتوغل في قلب الدولة، في مؤشر على أن التركيز على سحب القبائل ذاتها يفكك جبهة الحوثي الداخلية.

تفكك معسكر الانقلاب

  وفي السياق ذاته، مثلت دعوة أطلقتها قوات التحالف العربي لليمنيين الراغبين في مغادرة مناطق سيطرة الحوثين وتوفيره ممرا آمناً، وإشارته بالذكر لقيادات "حزب المؤتمر الشعبي العام"، و"قوات الحرس الجمهوري" الذي تعد القبائل أهم مكوناته، تمهيدا لضرب أجنحة المليشيا ببعضها.

وقال خبراء يمنيون لـ"العين الإخبارية" إن رقعة الخلاف بين جناحي المليشيات السياسي والعسكري قائم بالفعل ومن شأنه أن يفكك عمق معسكر الانقلاب في "مران" ذاته.

وامتد الشقاق داخل معسكر الانقلاب شمال البلاد إلى عمق أسرة الحوثي نفسها، إثر احتدام المعارك بين أتباع عبدالملك الحوثي وعبدالعظيم الحوثي واحتجاز مليشيات الأول عشرات الجرحى من أتباع الأخير واختطافهم من المستشفيات.

في غضون ذلك يرجع الخبراء، تدافع أبناء القبائل إلى صفوف "المقاومة الوطنية" اليمنية التي يقودها العميد طارق صالح نجل شقيق الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، مؤشرا آخر لسحب القاعدة الشعبية التي يستند عليها الحوثي في تحشيد المقاتلين.

وإثر ذلك، جددت قبائل خولان خلال مؤتمر جامع عقدته "خولان الطيال" قبل يومين، وهي كبرى قبائل محافظة صنعاء، تأييد جهود تحرير ما تبقى من الأراضي الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، وأكدت وقوفها إلى جانب حكومة الشرعية المدعومة من التحالف العربي.