Image

في الحادثة التي هزت المجتمع.. أب يروي لقناة عربية تفاصيل قتل مليشيات الحوثي لنجله بدم بارد ودون ذنب اقترفه

لم يكن في حسبان الشاب وليد فاضل أن خروجه بسيارة أخيه حمير كان آخر مشوار له في حياته، حين لقي حتفه على يد مسلحين يتبعون جماعة الحوثي في صنعاء بحادثة هزت المجتمع اليمني لبشاعتها.

وتواصلت "العربية نت" مع والد القتيل وليد، واسمه نبيل فاضل، وهو ناشط حقوقي في مجال مكافحة الاتجار بالبشر، ويقوم بأعمال إغاثية وإنسانية.

قال فاضل لـ"العربية نت": "أنا ناشط حقوقي مدني مسالم، وليس لدي أي ارتباطات مع أي طرف على الإطلاق، وموقفي واضح ضد كل الأعمال التي تسيء لليمن، وليس لي انتماء سياسي، أنا فقط أدير منظمة لمكافحة الاتجار بالبشر، وتوجهنا لا ينتمي لأحد".

"أنت داعشي"

وتحدّث فاضل عن حادثة مقتل ولده على يد مسلحين تابعين لميليشيات الحوثي وقال: "خرج ابني وليد الساعة ٦:٣٠ مساء بسيارة أخيه حمير لشراء بعض الحاجات، لاحظنا تأخره إلا أن هاتفه كان مغلقا. ثم تلقيت اتصالا هاتفيا من رقم محمول يسألني عن ابني حمير صاحب السيارة، قالوا لي إن عليه الذهاب إلى الجبهة، فأجبتهم بأنه ليس لولدي علاقة بالجبهات، ردوا بكلمة واحدة: "أنت داعشي"، وأنهوا المكالمة".

وتابع: "أدركت خطورة الموقف، فقمت بوضع منشور على صفحتي في فيسبوك، وبدأت إجراءات البحث في كل المراكز الأمنية. ثم تلقيت اتصالا آخر قالوا لي فيه إن ولدي حمير فاضل عليه بلاغ بتهمة ترويج الحشيش، وقتل عند محاولة القبض عليه".

وأكمل: "كنت وقتها أبحث عن ابني وليد، وعرفت حينها أنهم استخدموا الأوراق الثبوتية الخاصة بحمير والتي كانت في السيارة بعد مقتله لتسجيله بالمستشفى".

وتابع: "وليد إنسان مسالم، كان مقيما في أميركا منذ ٨ سنوات، طلبت منه العودة لليمن كي يتزوج، وعاد من أجل إتمام مراسم الزواج منذ 8 أشهر، حيث كان يعمل هناك بمبلغ شهري يعادل ٤٠٠٠ دولار، فهل من المعقول أن يترك عمله وينتقل لبيع الحشيش في بلد فقير كما يروج له الحوثيون في وسائل إعلامهم؟".

"علاقة عمل الوالد بمقتل الولد"

أكد فاضل أنه لا يعلم إن كان هناك رابط بين عمله ومقتل ولده، وأكد أنه سبق وتم اعتقاله، ووضع في السجن مدة 5 أيام، وتعرض لتهديدات كثيرة بسبب منشوراته على مواقع التواصل الاجتماعي.

كذلك تلقى تهديدات بسبب عمله بمجال مكافحة الاتجار بالبشر، خاصة قضية تهريب النساء والأطفال والنازحين من دول إفريقية عبر الحدود اليمنية إلى دول الجوار.

وعود بالتحقيق

أكد فاضل أنه تلقى وعودا من #الحوثيين بعد اتصال هاتفي من المجلس السياسي للجماعة بأن تحال القضية إلى أجهزة أمنية محايدة، حيث إن أفراد النقطة الأمنية التي استهدفت ابنه وليد مكونة من ضباط ومشرفين أمنيين لدى الحوثيين، وهم أشخاص من أصحاب سجل إجرامي معروف.

وحول معاينة الجثمان والتقارير الطبية قال فاضل: "طبعا أنا علمت بمقتل ابني بعد اختفائه بساعتين، طالبت بالجثمان وبمعاينة الجثة، لكن الحوثي حاول المماطلة، ولم يسمحوا لنا برؤيته إلا بعد مرور ١٨ ساعة، وذلك بعد أن ترجيناهم وكانوا يتحججون بالإجراءات".

وكل ما كانوا يقومون به هو محاولات تلفيق تهم وتجنٍّ على ولدي بأي طريقة، قاموا بتسجيل بلاغات، كما أن تسجيل الجثة في ثلاجة بمستشفى تم يوم 17 يوليو، حيث تم نقل الجثمان وكان لا يزال تحت اسم ابني حمير قبل أن يتم تغيير التقارير لاحقا إلى وليد".

الولد الثاني

عند سؤاله عن ابنه الآخر أجاب فاضل: "ابني حمير هنا، وكما يعلم الجميع كانوا يلفقون التهم لوليد باعتقادهم أن اسمه حمير، لكن بعد اكتشافهم اسمه الحقيقي غيروا اسمه في المحاضر، وهو دليل على عدم امتلاكهم ثبوتيات أو تهما، وكل ما يقومون به هو عملية تلفيق وتزوير من أجل إخفاء جريمتهم".

حاليا، هناك وعود بتشكيل لجان مستقلة بمشاركة النيابة، طلبوا منا أن نختار ضباطا نثق فيهم للمشاركة في التحقيقات. كما أن قبائل كل من محافظة الضالع وإب اجتمعت وأصدرت بيانا استنكرت فيه ما حدث، وأدانت عملية القتل البشعة، وطريقة التحقيق، وتلفيق التهم، والترويج لها عبر إعلام الحوثي الكاذب، وأكد أن كل هذه الأخبار المغلوطة هي محاولة لطمس معالم الجريمة، وأن القبائل ستظل في حالة اجتماع ومتابعة مستمرة حتى تسليم القتلة ومحاكمتهم عبر القضاء".

محاكمة عادلة

وختم فاضل كلامه بأن كل ما يطلبه هو محاسبة عناصر هذه العصابة المنظمة، وتحويلهم للجهات المختصة والمعنية بجرائم الإرهاب والقصاص منهم