قاتلوا الحوثية لهذه الأسباب...!
غريزة البقاء والاستقرار والحرية التي وُلد عليها الإنسان تدفع به في أي موقع كان لمقاتلة الحوثية ورفضها والتبليغ بأماكن تجمُع وتحرُّك مليشياتها في كل مكان.
الحوثية لا تتغذّى إلا على دماء الشعب ولا ترتوي إلا بدموعهم ولا يمنحها طاقة في الاستمرار إلا صمتهم.
الحوثية فكرة منحرفة تكفر بالسلام وتُقدّس الحروب وتعيش على البطش والأزمات والصراعات والمؤامرات.
أبرز منتوجاتها الجوع والفقر، السلالية العنصرية، ثقافة الموت والاستنقاع، تكريس الجهل والشعوذة.
وفي المقابل ترفض العلم والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والبناء وكل أشكال الحضارة.
إنها فكرة مريضة، حاقدة على كل شيء لا تجيد التعامل مع العصر ولا تقبل بالآخر..
فلسفتها تنحصر بين كلمتين (السيد) و(العبد) ولكم أن تشتقوا من هاتين المفردتين قواميس في فنّ إذلال الناس وتحقيرهم والمتاجرة بدمائهم وإنشاء المقابر لحروبها العبثية وطباعة الشعارات الجوفاء وصناعة الأعداء وتجريف قيم الدين وسلب الحقوق وفي مقدمتها حق المواطنة.
سنكون ودودين جدا وكرماء جدا إذا ما قُلنا إن الحوثية شرٌّ مستطير ولعنةٌ مكتملة الأوصاف أصابت الشعب اليمني وفاصلة عرجاء، شاذّة في قاموس التعايش والتسامح.
وبناء على ذلك ما الذي ينتظره البعض حتى ينهض لمقاتلتها ودفنها؟
وإذا لم نُقاتلها من أجل دولتنا التي دمّرتها ومؤسساتنا التي قتلتها ودستورنا الذي ألغته وقيمنا التي شطبتها وأحلامنا التي حطّمتها وأمعاء أطفالنا التي أحرمتها من الحليب ولقمة العيش، فعلينا أن نُقاتلها من أجل الطفل أسامة صادق محمد طه (طالب في الصف التاسع) قتله حوثي سفيه بطلقة نارية أصابت رأسه في نقطة نقيل الإبل بتعز بدون أي سبب.
وإذا لم نُقاتلها من أجل الدفاع عن ثورة 26سبتمبر المجيدة والنهج الديمقراطي وحرية التعبير وممارسة حياتنا بشكل طبيعي كالبيع والشراء وحرية التنقُّل بين المحافظات والمناطق اليمنية أو السفر إلى الخارج والعودة منه، فعلينا
أن نُقاتلها إنتصارا لدم المواطن المسكين "محمد " الذي قال قبل أسبوع لمليشياتها في منطقة شمال مديرية الدريهمي :"يا جماعة هذه الألغام التي تزرعونها بهذه الكثافة والعشوائية هي لنا وليست للمقاومة "، فتم قتله فورا بأربع طلقات نارية إرهابية مزّقت جسده.
وإذا لم نُقاتلها من أجل مستقبل أطفالنا الذين حُرم (4) ملاين منهم من الالتحاق بالمدارس أو مواصلة التعليم، ومن أجل التنمية التي توقّفت بسبب صلفها وعنجهيتها، فعلينا أن نُقاتلها، دفاعا عن الدين الذي تكذب باسمه ومحمد (ص) الذي تسيئ له والحسين الذي تنهش جسده وتأكل لحمه إلى قبره.
بالله عليكم ألا تستحق اليمن أن نُقاتل الحوثية دفاعا عنها، وإكراما لدموع الثكالى في كل قرية ومدينة، وانتصاراً لآلاف الأرواح البريئة التي أزهقتها أو تسببت بإزهاقها من أمثال الشاب " فائز أحمد الفقيه" الذي قتلته قبل يومين في إحدى نقاط الموت التي تنصبها بمنطقة الكدرة (تعز) بسبب رفضه إعطاء عناصرها (قات).
لهذا وغيره تحرروا من قيود التراخي وقاتلوا الحوثية حيثُما ثقفتموها..
قاتلوها لأجل الله.
قاتلوها لأجل النبي محمد(ص)
قاتلوها لأجل القدس الشريف الذي تتاجر به.
قاتلوها لأجل جوازات اليمنيين التي تُمزّق في مطارات العالم.
قاتلوها لأجل أبنائكم الذين يُطردون ويُهانون في عواصم المعمورة.
قاتلوها لأجل الزبيري وصنعاء القديمة التي تحوّلت إلى حُسينيّة مقيتة، وشعارات بلهاء وصور لإرهابيّن وغابات مغطاة باللون الأخضر الطائفي.
قاتلوا الحوثية لأجل مدينة العلم والعلماء (زبيد) التي دنستها وشوّهت معالمها.
قاتلوها إكراما لأبي موسى الأشعري والخادم غالب الوجيه.
قاتلوا هذه النبتة الشيطانية إكراما للمقولة الخالدة: (كيف استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟)
قاتلوها لأنها فكرة عدمية، سلالية ومشروع ارتزاق وعمالة رخيصين، وكارثة على الحاضر والمستقبل.
لا تقاتلوها انتقاما لدم الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح والأمين عارف الزوكا ورفاقهما من الجمهوريين، ولكن قاتلوها دفاعا عن مبادئهما التي تركوها فينا ، وقيمهما التي نقشوها في نفوسنا.
قاتلوها من أجل رواتبكم المسروقة ..من أجل الكهرباء والمياه التي قطعتهما منذُ أربع سنوات ..
قاتلوها من أجل الفرحة التي هجرتنا والوطن الذي تخلينا عنه.
قاتلوها.. ثم قاتلوها.. ثم قاتلوها بسبب هذه الأوهام والمآسي والأساطير التي تبيعنا إياها بالقوة.
قاتلوها من أجل صور الجمال التي حطمتها في كل زاوية وأحلّت مكانها صور القُبح ومشاهد الدماء وطوابير الفقراء والجوعى.
لا تقاتلوها أبدا من أجل طارق صالح، ولكن قاتلوها مع القادة طارق صالح ورفيقيه أبوزرعة المحرمي وعبدالرحمن حجري وكل رفاقهم الأبطال الذين يقاتلونها من أجلكم، ويسقون بدمائهم الزكية شجرة حريتكم ومواطنتكم وكرامتكم التي حاول الكهنوت اقتلاعها