ما قاله الحوثي عن القبائل حقيقي وهذه شهادتي للتاريخ
التسريبات الأخيرة عن عبد الملك الحوثي وتحذيره لقياداته من عدم الركون على المقاتلين القبائل وأي حشد ووعود تأتي منها.. صحيحة مئة في المئة.
وللمتفاجئ أو الذي لا يعلم الكثير عن "الجماعة" فعليه أن يعلم من اليوم أن هذا هو الموقف الطبيعي والتاريخي لهذه السلالة من الآخرين ومن القبيلة تحديدا، فقط هذه المرة تسرب في ظل ظروف صعبة تعيشها" الجماعة" وعلى لسان أعلى شخص فيها الذي وصف القبائل - حسب التسريب المؤكد- بأنها بيّاعة ولا مبدأ لها.. وتأكيدا ودعما لِما قاله الحوثي الكبير..
فقد سبق وأن سمعت هذا الكلام من قيادي حوثي قبل حوالي عام ونصف العام، قائلا:" لا ركانة على القبائل حقك والسيد - يحفظه الله- عامل حسابه لهذا الموضوع، الذين نستقطبهم من القبائل يقع لهم دورة بين جِحر دورة حتى يستوّا ويتجلّسوا صح وينسوا أنهم من قبيلة ومن حال ومال، وينسوا حتى أنفسهم ويصبح السيد أمهم وأبوهم وقبيلتهم وجهّالهم وضمارهم وكل شيىء في حياتهم. " قال لي ذلك الكلام في سياق نقاشنا وجدالنا حول من يمتلك الشعبية والقوة: هل هو الزعيم رحمه الله، أم حوثيّهم؟
وكان من ضمن كلامي معه أن الزعيم ليس قائدا ميليشاويا بدليل حب الناس له وإلتفاف معظمهم حوله بمن فيهم البسطاء والمثقفون والقبائل، وبمجرد لفظ كلمة " قبائل" قاطعني وأخذ يشتم في القبيلة ويقلل من شأنها وقيمها، بكلام وألفاظ أخجل عن ذِكرها هنا.
وليس ذلك فحسب، بل أنه قال - وأقسم بالله على ذلك- مش إلا القبايل فقط لا نثق ونعتمد على مواقفها وبريطها، حتى الهاشمين من بعد ذمار لا نركن عليهم ولا نعتبرهم هاشميين حقيقيين، لكن قد إحنا بنجزّع بهم موقف" أستمر نقاشنا حتى وصلنا إلى أن قلتُ له: “الدورات التي تنظمونها للموظفين وبعض العسكريين الذين تحرجونهم- يوم كان هناك طبعا مرة بالإحراج ومرة بالمجاملة وأخرى بالتهديد والترغيب وهكذا- خطأ ولا تخدم التسامح ولا تنسجم مع العصر والشراكة الوطنية ومصالح اليمنيين وما يريدونه.
الناس- ياعزيزي- ضابحين يريدون قوتا لأولادهم ودواء ومدارس وحرية وعيش بنصف كرامة ولو انعدمت هذه الأشياء وتم قمعهم سيخرجون للشارع يقلعون أي سلطة" فرد عليّ فوراّ قائلا بنبرة استعلائية حاقدة وساخرة في آن: " بيتخايل لكم أن إحنا مش درارين أنكم - يا عفافيش- بتشتغلوا على هذه البعاسيس وأن عفاشكم عايرجع يدعي الناس يخرجوا يبقبقوا للشارع ويزبطوا بنا، والله ما به معنا إلا الصميل والبنادق وأن هذا الشعب حقك ما يفعل حاجة واصبر بس" في ختام حديثنا قال: " اعصب على هذا الكلام في إذنك، وارجع قُول: قال لي فلان: مشروع مسيرتنا يتجاوز صنعاء والحديدة واليمن، مشروع كبير وأصحاب الإيندومي وموسيقى الديمقراطية والخُبيرات حق هاذوليه ما يقدروش يستوعبوه بسرعة ويحتاجون لهم وقت خاطرررك ورووووح تغدّي وخزّن إرقد لك " ونفس هذا الكلام وكلام آخر طلب مني قيادي حوثي إيصاله للزعيم، رحمه الله، ويخص المنصب الذي يريدون منحه للسفير أحمد علي، وسأذكره في وقت لاحق.. نفس هذا الكلام سمعته من هذا الشخص الذي قُاتِل خلال إحدى الغزوات التي قامت بها مليشيا الحوثي لبيت الزعيم.
المهم ... يوم 5 ديسمبر2017 اتصل بي الحوثي الأول وقال: " هيااااا مه ذكرت كلامي وإلا عادك، وعاتخطى سوا ... وإلا عادك...!" هذه شهادة أوردتها هنا لله وللتاريخ، والذي ذكّرني ودفع بي لذكرها هو التسريب التحذيري المنقول عن عبد الملك الحوثي.
للعلم بأننا سبق وأن حذرنا العديد من القيادات والوجاهات القبلية وبعض أهلنا وإخواننا من أبناء القبائل المنخرطين مع الجماعة.. التي لا تتعامل معهم تاريخيا إلا كأداة لإذلال وقمع القبائل والشعب اليمني بأبنائهما ولم يحترموا يوما الدولة ولا التعدد والتنوع ولا هذه القبيلة الأصيلة التي تُمثّل روح هذا المجتمع ودمه وديمومته ومصدر ثرائه وعزّته ووصله المديد وتاريخه المجيد.