المؤتمر الذي دافع قبل وأثناء الشراكة الورقية مع الحوثي عن الجميع.. من يُدافع اليوم عن معتقلاته ومعتقليه؟
كُنّا في المؤتمر الشعبي العام قبل وأثناء الشراكة الورقية مع مليشيا الحوثي نُشدُّد ونُدافع عن قضايا جوهرية نعتبرها ثوابتا، كالتمسُّك بالدستور وإحترامه وإحترام القوانين النافذة وتفعيل مؤسسات الدولة والقضاء، وإحترام الإنسان، من قَبلُ ومن بعدُ..
ناضلنا ونناضل في سبيل هذه القضايا بصدق وإيمان عميقين من أعلى هرمنا التنظيمي المتمثّل بالشهيدين الخالدين الزعيم والأمين، رحمهما الله، وصولا إلى وسائلنا الإعلامية وكُتّابنا وصُحافيّنا وناشطينا وكوادرنا وأنصارنا، رافضين دوما وبصورة قاطعة أي إعتقالات خارج القانون، سواء كانوا ضحاياها من المحسوبين علينا أم على غيرنا.
ولم نصمت أبدا أمام ذلك وأمام ممارسات الإبتزاز الحوثية التي تتخذ من مقايضة اطلاق المعتقلين والمختطفين مصدرا للإثراء غير المشروع ،على إعتبار أنها تقوم دائما بمقايضة آلاف الأسر بمبالغ مالية كبيرة مقابل الافراج عن أقاربها وأبنائها ،وهذه حقائق طالما أكدتها لنا العديد من الأسر، سيما تلك التي وافقت وتحمّلت عبئا جديدا وقامت بإقتراض المال وبيع أي شيىء تمتلكه من أجل دفع الفدية المطلوبة، ومع ذلك لا يتم الإفراج عن أحبائها لتعود أعمال السمسرة والنصب الحوثي من نقطة الصفر وهكذا..
نضيف:
.طالما طرحنا هذه الانتهاكات على أعلى المستويات مع الحوثيين، ومرة كُنّا نُصيبُ إلى حد ما، وعشرين مرة نُخيب ،حتى أننا جاهدنا النفس وأتفقنا معهم على تشكيل لجان برلمانية ومحلية وقضائية مهمتها تفقُّد سجون العاصمة وبقية المحافظات والافراج الفوري عن كافة المعتقلين من سياسيين وصحفيين وناشطين وغيرهم وفقا للدستور والقانون.
وهنا لا ندّعي فضلا ولا نمنّ على أحد، أبدا لأننا ننظر للأمر كواجب أملته علينا ضمائرنا ومبادؤنا وإلتزاماتنا الأخلاقية والوطنية.
مع العلم بأننا دافعنا بالقدر نفسه حتى عن أولئك الذين كانوا يخضعون لعمليات واتفاقيات تبادل أسرى بين الأطراف صاحبة القرار هنا وهناك.
المهم ..يقبع اليوم العشرات والمئات من كوادرنا وأنصارنا وعامة الشعب اليمني في سجون الحوثي، بعضهم منذُ إغتيال الزعيم والأمين - رحمهما الله - وبعضهم من أواخر ديسمبر 2017 وصولا إلى اليوم..وعلى سبيل الذكر لا الحصر، أبناء وأقارب الزعيم، وكذا الصحفي والكاتب المؤتمري عادل السياغي الذي أعتٍقِل أواخر ديسمبر في منطقة دمت بدون أي قضية، بينما أطفاله يتضورون جوعا وهم بأمس الحاجة لوالدهم ولأساسيات البقاء أيضا، على الأقل في حال ماتوا جوعا فليكونون معا.
والحال نفسه مع الأخ حسين السُّكاب الذي أعتقل هو الآخر في منطقة دمت وليس صحفيا ولا عسكريا ولا يُمثّل على الحوثي أي خطر ، ولديه أطفال مساكين - أيضا- لا يجدون قوت يومهم.
هذان فقط، نموذجان للمئات من معتقليّ المؤتمر ومعتقلاته خاصة واليمنيين المنسيين عامة في سجون " مسيرة مرّان" وقرآناتها ومصاحفها الناطقة ، وللأسف الشديد- باستثناء جهود الأستاذة فائقة السيد- لم تُبذل قيادة المؤتمر في صنعاء جهودا ملموسة لاطلاقهم أو أنها بذلتها ولم تحصل على الاستجابة ..وهنا سؤال:
عن أي شراكة يتحدث الحوثي والمؤتمري في صنعاء؟
المهم..معتقلونا يا -عالم - في سجون الحوثي وأسرهم في البيوت أو صارت في الشوارع مُشرّدة جائعة، حزينة، كما أنهم - بسبب بلوة الشراكة وحسابات السياسة القذرة - لم يخضعوا لمفاوضات وإتفاقيات تبادل الأسرى التي تتم من وقت لآخر بين المحسوبين على الإصلاح والحكومة الشرعية وغيرهم من جهة، والحوثيين من جهة ثانية..
ما يعني أن قضية إعتقالهم ومعاناتهم هم وأسرهم ستطول..والذي يُعزز كلامنا هذا، هو أن الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية المحلية والخارجية ومعها الوسائل الإعلامية غائبة عن الجرائم والانتهاكات التي حصلت بحق الشهيدين الزعيم والأمين وأولادهما وأقاربهما ومن بعدهما بحق المؤتمرين وأنصارهم.
وكلامنا هذا لا يعني أن العشرات وربما المئات من المعتقلين الآخرين منذُُ عامين ونصف أحسن حالا منّا أو أننا نطالب باطلاق سراح أصحابنا دون سواهم، بل العكس نحن نُثير قضية إنسانية ، وطنية ونطالب بالالتفات إلى جميع المعنيين بها، ومنهم أولئك المظلومين الذين سبق وأن كتبنا عنهم عدة مرات كالأخ حمزة يحيى عبدالرقيب الجبيحي المعتقل منذ أكثر من عام ونصف العام في الأمن القومي بدون أي جريمة أو محاكمة، رغم أنه قد تم الافراج من نفس المكان الذي هو فيه عن متهمين بالانتماء لتنظيمات إرهابية ومتهمين بوضع ما يسمونها بالإحداثيات وغيره ، فيما هذا الشاب الطيب المسالم المدني (حمزة) يستمر سجنه وإنتهاك حقوقه الإنسانية وحقوقه في الحرية والمواطنة، وهناك الكثير من أمثال حمزة والسياغي والسُّكاب وغيرهم ينتظرون موقفا مشرفا مننا جميعا، وموقفا دوليا ينتصر لهم ولللنساء اللاتي خُطفن من الشوارع وتم تغيبهن ولا يعلم أحد شيئا عن أماكن تواجدهن وظروف إعتقالهن