"الحوثيون" و"الإصلاح" طرفا مسرح الفوضى العارمة في اليمن
من تونس ومصر واليمن وسوريا وليبيا، تنتسج خيوط علائقية ضمن مشروع واحد وممتد لا يصعب، غالباً، استشفاف مرجعياته، من خلاله وتحت "ثورات الربيع العربي"، تم العصف ببلدان وشعوب وإحالتها إلى خراب.
منذ العام 2011، وفي إشهار لافت وأول من نوعه للعلاقة بينهما، أقحمت مليشيا الإصلاح والحوثي اليمن في أتون صراعات وحروب أهلية خلفت الويلات والدمار على أبناء الشعب اليمني، وأراقت دماء الشباب البريئين، الذين قضوا بسبب مؤامرات قطرية وإيرانية كان أكثرها إيلاماً ووجعاً ضحايا ما سميت "جمعة الكرامة"، والتي رفض حزب الإصلاح، وإلى الآن، الكشف عن منفذيها أو تسهيل التحقيق في القضية.
ولحكمة وحنكة الشهيد القائد الزعيم علي عبدالله صالح، حينها، وإدراكه حجم المؤامرة التي تُحاك ضد اليمن أرضاً وإنساناً، قدّم المبادرات تلو المبادرات، حقناً للدماء، وتجنيب البلاد الفوضى والانقسام... إلا أن كل ما قدمه قوبل بالرفض
غير أن الأخبار السيئة لم تتوقف عند حد الرفض لتلك المبادرات.. فقد تم التخطيط لوأد تلك المبادرات، وتصعيد الاحتجاجات وأعمال العنف التي توجت بمحاولة اغتيال الزعيم صالح، في أبشع جريمة اغتيال سياسي شهدها العصر، وفي أول جمعة من شهر رجب الحرام، عندما تم استهدافه ورجالات الدولة بجامع الرئاسة، في جريمة إرهابية أسفرت عن إصابته وآخرين من مسؤولي الدولة واستشهاد آخرين في مقدمتهم الشهيد عبدالعزيز عبدالغني.
لكن، ولحرص الزعيم صالح أن لا تكون هناك أعمال عنف أو إراقة للدم اليمني، تم التوقيع على المبادرة الخليجية بعد تلك الجريمة بما يقارب ستة أشهر، وقضت المبادرة بتسليم السلطة سلمياً.
بعدها كُشف القناع وظهرت الأجندة علناً، وبدأت الخلافات تدب في صفوف حلفاء الساحات بين الحوثيين وحزب الإصلاح.
توالت الأحداث، حتى اقتحمت مليشيا الحوثي محافظة عمران وأسقطتها، ليخرج حينها الرئيس عبد ربه منصور هادي مباركاً ومؤكداً أن عمران عادت، أخيراً، إلى حضن الدولة، لتتسارع الأزمات توالياً وتقترب المليشيا الحوثية من العاصمة صنعاء ومحاصرتها تحت مبرر إسقاط الجرعة.
انقلبت المليشيا على حكومة هادي في شهر سبتمبر من العام 2014، وفرضت الإقامة الجبرية على الرئيس هادي واستولت على مؤسسات الدولة.
القفاز الحوثي واليد الإيرانية
ولأنها مليشيا تنفذ أجندة خارجية، إذ لا تعدو كونها قفازاً بيد إيران، أقحمت اليمن في حرب عبثية لا ناقة للمواطن فيها ولا جمل، أوعزت إليها إيران القيام بإجراء مناورات عسكرية على الحدود السعودية ــ اليمنية، بدون أي سبب أو مناسبة سوى استفزاز المملكة العربية السعودية ودول الجوار، خدمة لإيران.
أيام قليلة مرت لتشن بعدها دول التحالف العربي بقيادة السعودية الحرب على اليمن، لإعادة شرعية الرئيس هادي، وتأمين حدودها.
تحقق لمليشيا الحوثي رغبتها إقحام اليمن في تلك الحرب العبثية والتي فتحت لها باباً للثراء ونهب مقدرات الشعب باسم المجهود الحربي، واستولت على موارد الدولة واستأثرت بها لنفسها.
وأكد مراقبون عسكريون أن إحجام حزب الإصلاح عن التقدم في أي جبهة منذ أكثر من عامين، دلالة واضحة على رغبتهم باستمرار الحرب لتحقيق مزيد من الكسب غير المشروع الذي تجنيه تلك الجماعة من الاموال التي تقبضها من السعودية، ودول أخرى، بالتوازي مع رفض مليشيا الحوثي أي حل للسلام لما حققته من أرباح هي الأخرى جراء الحرب.
ولتثبت تلك المليشيات ولاءها للأطراف التي تتبعها، قام كل طرف (الحوثي والإصلاح)، بعقد صفقات سرية منذ العام الثاني للحرب، وتعمقت الصفقات عقب قيام مليشيا الحوثي الإيرانية باغتيال الشهيد القائد الزعيم علي عبدالله صالح.وبعد مرور ثلاثة أعوام ونيف على الحرب لاتزال مليشيا الحوثي والإصلاح تتاجر بدماء أبناء الشعب اليمني، وترفض أي حلول للسلام وإنهاء معاناة المواطنين.
نقلا: عن وكالة "خبر"