تزايد الضغوط الدولية على إيران من بوابة اليمن
ليس أمام طهران سوى تقديم تنازلات لمنع تحالف أوروبا مع ترامب ضدها وسط انقلاب كامل في الموقف الدولي من الحرب ضد الحوثيين.
رفعت فرنسا من درجة ضغطها على إيران هذه المرة من بوابة الملف اليمني، في وقت تراهن فيه الأخيرة على أوروبا لكبح جماح الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتمسك بالانسحاب من الاتفاق النووي، وما يعنيه من نقض ما ترتّب عنه من انفتاح دولي تجاه إيران وتجميد للعقوبات التي كانت مفروضة عليها.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الخميس إن إيران تزود الحوثيين في اليمن بالأسلحة.
وفي تصريح لإذاعة “آر تي آل”، قال لودريان “هناك مشكلة في اليمن وهي أن العملية السياسية لم تبدأ وأن السعودية تشعر بأنها تتعرض باستمرار لهجمات ينفذها الحوثيون الذين هم أنفسهم يحصلون على أسلحة من إيران”.
ويرى متابعون للشأن الإيراني أن الموقف الفرنسي الجديد يضع طهران في موقف صعب تستحيل معه المناورة، ولن تجد من خيارات أمامها سوى تقديم “تنازلات مؤلمة” للوقوف بوجه التصعيد الفرنسي الأمريكي ضد الاتفاق النووي، فضلا عن معارضتهما برنامجها لإنتاج الصواريخ الباليستية.
ويعتقد هؤلاء أن وضوح موقف باريس من دور إيران في اليمن، بالإضافة موقفي لندن وواشنطن، يشير إلى استدارة كاملة للموقف الدولي من أسباب الحرب في اليمن، لفائدة موقف السعودية التي نجحت في تحقيق نقاط إضافية على حساب إيران في ملفات أخرى مثل العراق ولبنان والبحرين.
وستوسع الخطوة الفرنسية اللافتة دائرة المطالبات إقليميا ودوليا بوقف الدور التخريبي لإيران في العراق وسوريا ولبنان حيث يتمركز حزب الله والذي توجه له أصابع الاتهام بالوقوف وراء تهريب الصواريخ.
وتقول مصادر دبلوماسية غربية لـ"المنتصف نت"، إن واشنطن مهتمة في المرحلة المقبلة بلعب دور مهم في ضرب القنوات التي يتسلل عبرها السلاح الإيراني إلى الحوثيين في اليمن.
وكثفت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، من تحركاتها، على مستويات عليا في الأيام القليلة الأخيرة سعيا لقطع الاذرع الإيرانية عن الحوثيين في اليمن.
واعتبر مراقبون أن تصريحات لودريان تعكس تغيرا واضحا في المزاج الأوروبي ضد إيران، لافتين إلى أن أوروبا تسير بشكل واضح للحاق بموقف الرئيس الأميركي من الاتفاق النووي، وأن طهران عجزت عن فعل أي شيء لمنع هذا التحول الدراماتيكي في مواقف بعض الدول التي كانت تراهن عليها للوقوف بوجه تشدد ترامب.
وسبق للودريان أن طالب الاتحاد الأوروبي بمناقشة دور إيران في سوريا واليمن إضافة إلى برنامجها الصاروخي في إطار السعي للحفاظ على الاتفاق النووي الموقّع معها ومحاولة إقناع الولايات المتحدة بعدم الانسحاب منه.
ويلحظ أن جماعة الحوثيين، نجحت إلى حد ما – عبر ممارسات رعناء- في فتح أعين المنظومة الأممية إلى الخطر الذي تشكله على المصالح الدولية في خاصرة الجزيرة العربية.