مليشيا الحوثي تحوّل حديقة الشعب في الحديدة إلى معرض طائفي لتقديس قتلاها والتغرير بالشباب
حوّلت مليشيا الحوثي، حديقة الشعب بمدينة الحديدة – أكبر متنفس عام للسكان – إلى معرض طائفي دعائي يضم أكثر من ثلاثة آلاف صورة ومجسم لقتلاها، ضمن فعاليات ما تسميه بـ«الذكرى السنوية للشهيد»، في انتهاك صارخ لطبيعة المرافق العامة واستغلال فاضح لمعاناة المواطنين في المدينة التي ترزح تحت القهر والفقر.
وقالت مصادر محلية إن المعرض يكتظ بـرموز وشعارات الجماعة السلالية ومجسمات قتالية وآليات حربية وصور لقياداتها القتلى، ويهدف إلى تضليل الأجيال وتلميع مشروعها الطائفي الدموي، وتحويل الحدائق العامة إلى منصات تعبئة وتحريض على القتال بدل أن تكون أماكن للترفيه والسلام.
وأكدت المصادر أن المليشيا أجبرت موظفين وطلابًا ونساءً على الحضور الإجباري للمعرض، وهددت المتخلفين عن الزيارة بعقوبات إدارية، فيما يقوم المشرفون بتسجيل بيانات الزائرين واستقطاب الشباب والمراهقين إلى معسكرات التدريب والدورات الفكرية الطائفية التي تمثل رافدًا لحروب الجماعة.
وأضافت أن المليشيا أنفقت مئات الملايين من الريالات المنهوبة من المال العام على تجهيز المعرض وفعاليات ما يسمى بـ يوم الشهيد في محافظة الحديدة فقط، بينما يعيش السكان أوضاعًا إنسانية مأساوية ويُحرم الموظفون من رواتبهم منذ أكثر من سبع سنوات.
وتأتي هذه الخطوات في إطار ما وصفه مراقبون بأنه تصعيد حوثي خطير لفرض ثقافة الموت والعنف على المجتمع اليمني، في وقت تواصل فيه الجماعة سياسات التجويع ونهب الموارد العامة وقمع الحريات، وتحويل مؤسسات الدولة ومقدراتها لخدمة أجندتها الطائفية.
ويرى ناشطون أن ما تقوم به مليشيا الحوثي يمثل محاولة ممنهجة لعسكرة المجتمع وغسل عقول الأجيال، مؤكدين أن تحويل حدائق الحديدة إلى معارض دعائية لتمجيد القتلى وتكريس الكراهية يعد جريمة بحق الوعي العام وطمسًا لهوية المدينة السلمية والتجارية.