قناص حوثي يستهدف طفلاً في تعز ضمن مسلسل الجرائم اليومية ضد المدنيين
في جريمة جديدة تضاف إلى سجل الانتهاكات الدموية لمليشيا الحوثي الإرهابية، أُصيب الطفل وسام هشام أحمد أمين الشميري، البالغ من العمر سبع سنوات، اليوم الأربعاء، برصاص قناص حوثي أثناء لهوه أمام منزله في حي كلابه شرق مدينة تعز، في مشهد يجسّد وحشية المليشيا وعداءها المستحكم للحياة المدنية والطفولة البريئة.
وقالت مصادر طبية إن الطفل وسام أُصيب بشظية في فخذه الأيسر وعدة شظايا متفرقة في جسده، نُقل على إثرها إلى أحد المستشفيات لتلقي العلاج، مشيرةً إلى أن حالته الصحية حرجة لكنها مستقرة بعد تدخل الفرق الطبية لإنقاذه.
ويعد هذا الحادث حلقة جديدة في مسلسل القنص العشوائي المتعمد الذي تمارسه مليشيا الحوثي ضد سكان مدينة تعز المحاصرة منذ أكثر من تسع سنوات، حيث يتخذ القناصة المتمركزون في مواقع مرتفعة شرق وشمال المدينة المدنيين، خصوصاً الأطفال والنساء، أهدافاً مباشرة دون أي مبرر سوى بث الرعب والدمار في نفوس السكان.
وقال شهود عيان إن القناص الحوثي استهدف الطفل وسام بينما كان يلعب أمام منزله مع أقرانه في حي كلابه، وهو من الأحياء التي تعاني قصفاً متكرراً وقنصاً شبه يومي من مواقع المليشيا المتمركزة في تبة سوفتيل ومحيط الحوبان، ما اضطر مئات الأسر إلى إخلاء منازلها أو حصر تحركاتها داخل الأزقة المغلقة خوفاً من رصاص القناصة
وتتهم منظمات حقوقية محلية ودولية مليشيا الحوثي بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين في تعز، عبر سياسة ممنهجة من القصف والقنص والحصار، معتبرة أن استهداف الأطفال يعكس استهتار الجماعة بكل الأعراف الإنسانية والدولية، ويمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني واتفاقية حماية الطفولة.
وقال ناشطون في المدينة إن استمرار هذه الجرائم في ظل صمت دولي مخزٍ يشجع الحوثيين على التمادي في استهداف الأبرياء، مطالبين الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن باتخاذ موقف حازم يضع حداً لهذه الجرائم اليومية التي تُرتكب على مرأى ومسمع من العالم.
من جانبه، أكد أحد ضباط المراقبة في محور تعز أن مواقع القنص الحوثية في الجبهة الشرقية تُستخدم منذ سنوات لاصطياد المدنيين بدم بارد، وأن المليشيا ترفض فتح ممرات آمنة أو السماح بتحييد المناطق السكنية رغم النداءات المتكررة من المنظمات الإنسانية.
وأشار إلى أن ما حدث للطفل وسام ليس حادثاً عرضياً، بل جريمة متعمدة تندرج ضمن سياسة ممنهجة لترويع السكان، موضحاً أن القوات الحكومية ترصد الخروقات الحوثية بشكل يومي وتوثقها ضمن ملفات تُرفع إلى الجهات الحقوقية المختصة.
ويشهد سكان تعز منذ مطلع العام الحالي تصعيداً خطيراً في وتيرة القنص والقصف الحوثي، أسفر عن مقتل وإصابة عشرات المدنيين، غالبيتهم من الأطفال والنساء، في ظل استمرار الحصار المفروض على المدينة للعام التاسع على التوالي، والذي حوّل حياة أكثر من 600 ألف نسمة إلى معاناة إنسانية مستمرة.
ويؤكد مراقبون أن استهداف الأطفال في تعز يكشف الوجه الحقيقي لمليشيا الحوثي التي تتاجر بشعارات السلام والإنسانية بينما تمارس القتل والتجويع بدم بارد، مطالبين المجتمع الدولي بعدم الاكتفاء ببيانات الإدانة، بل اتخاذ إجراءات عملية لردع المليشيا ومحاسبة قياداتها على هذه الانتهاكات الجسيمة.
واختتم أحد الناشطين الحقوقيين تصريحه بالقول:
“كلما سكت العالم عن جريمة حوثية، يدفع طفل في تعز الثمن بدمه. وسام ليس الضحية الأولى، لكنه رمز لطفولة يُغتال مستقبلها برصاصة حقد من قناص لا يعرف معنى الإنسانية.”