«سام»: الحوثيون اختطفوا أكثر من 300 مواطن خلال احتفالات سبتمبر

قالت منظمة سام للحقوق والحريات إنها وثّقت اختطاف 306 مواطنين، بينهم 26 طفلًا، في 13 محافظة يمنية على يد مليشيا الحوثي، خلال حملة قمع استهدفت المحتفلين بذكرى ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة.

وأوضحت المنظمة، في تقريرها الصادر تحت عنوان «قمع الذاكرة»، أن ما حدث يمثل أوسع حملة قمعية تنفذها المليشيا ضد المدنيين الذين شاركوا في إحياء المناسبة الوطنية، مؤكدة أن الهدف منها هو إسكات الأصوات الوطنية وفرض السيطرة الأمنية والفكرية على المجتمع.

وبيّن التقرير أن محافظة ذمار تصدّرت قائمة الانتهاكات بـ 70 حالة اختطاف، تلتها صنعاء (56)، ثم المحويت (39) وإب (39)، مشيرًا إلى أن من بين المختطفين محامون وصحفيون وأكاديميون ووجهاء محليون وناشطون مجتمعيون، تعرض بعضهم للإخفاء القسري وسوء المعاملة.

كما أشار التقرير إلى أن العديد من المواطنين اعتُقلوا لمجرد مشاركتهم في مظاهر رمزية بسيطة مثل رفع العلم اليمني أو إشعال شعلة سبتمبر، لافتًا إلى أن من بين أبرز المختطفين المحامي عبدالمجيد صبرة، والكاتب أوراس الإرياني، والصحفي ماجد زايد، الذين ما يزالون محتجزين في أماكن مجهولة.

وفي جانب آخر، وثّقت المنظمة انتهاكات بحق النساء والفتيات في صنعاء، شملت تفتيشًا جسديًا وإلكترونيًا مهينًا في نقاط التفتيش، ووصفتها بأنها تعدٍّ خطير على الكرامة الإنسانية ومخالفة صريحة للمواثيق الدولية.

وأكدت "سام" أن تزامن الحملة واتساعها في عدد من المحافظات يدل على توجيهات مركزية من قيادة المليشيا، مشيرة إلى أن بيان ما يُسمى بـ"وزارة الداخلية الحوثية" الصادر في 23 سبتمبر 2025 وفر غطاءً سياسيًا لتلك الانتهاكات من خلال التحريض ضد المحتفين بذكرى الثورة واتهامهم بالعمالة.

وحذّرت المنظمة من أن ما جرى يشكل انتهاكًا جسيمًا للعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، خصوصًا في ما يتعلق بحرية التعبير والحق في الأمان الشخصي، مؤكدة أن الإخفاء القسري والاحتجاز التعسفي يندرجان ضمن الجرائم ضد الإنسانية عندما يتمان بشكل ممنهج.

وطالبت منظمة سام مليشيا الحوثي بـ الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المختطفين ووقف الملاحقات السياسية، كما دعت المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل للضغط على الجماعة ومحاسبة المسؤولين عن تلك الانتهاكات، مؤكدة أن الاحتفاء بذكرى الثورة الوطنية حق مشروع لا جريمة يُعاقب عليها المواطنون.