Image

زفاف "يتيم" في إب.. الخوف من الحوثيين يحوّل ليلة العمر إلى جنازة صامتة

لم يعد الفرح في محافظة إب، الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، كما كان. فقد أُجبرت أسرة على إقامة حفل زفاف ابنتها في أجواء "يتيمة" خالية من الألعاب النارية والزفة وموكب السيارات، بعد أن باتت أبسط مظاهر الاحتفال تُثير الخوف من الملاحقة والاعتقال.

أحد أقارب العروس كشف تفاصيل ما جرى قائلاً: "اليوم كان عرس ابنة عمي على ابن خالي، خرجت العروس قبل ساعة من البيت بدون زفة ولا ألعاب نارية ولا موكب سيارات، وكأننا نشيع جنازة إلى مثواها الأخير. حتى العريس استقبلها ولا طلقة طماشة"، في إشارة إلى غياب كل المظاهر الاحتفالية التي اعتاد عليها أبناء المحافظة.

 وأضاف: "هذا كله اتقاءً للشبهات وسوء الفهم، حتى لا يظن البعض أننا نحتفي بثورة 26 سبتمبر، فيجوا يشلوا عمي وخالي ويأخذوا العريس لقضاء شهر العسل في بيت خاله، ثم نعود لنناشد ونتحسر"، في تعبير ساخر عن حجم الخوف الذي يعيشه المواطنون من بطش الحوثيين.

 الحادثة تعكس – بحسب ناشطين – حجم التضييق الذي يعيشه اليمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين، حيث تحوّلت حتى المناسبات الاجتماعية الخاصة إلى مساحات مراقبة مشبوهة، قد تُفسَّر على أنها "موقف سياسي" يستوجب العقاب.

 ويرى مراقبون أن ما جرى ليس مجرد "زفاف بلا ألعاب نارية"، بل هو دليل على أن سلطة الحوثيين حولت حياة الناس إلى حالة من الرعب المستمر، حتى أن الفرح نفسه بات يُنظر إليه كجريمة محتملة.

 وبينما كان من المفترض أن تمثل ليلة الزفاف أسعد لحظات العمر، تحولت في إب إلى مشهد جنائزي صامت، في واحدة من أقوى الصور التي تكشف كيف صادرت الجماعة البهجة من حياة اليمنيين.