زمان الجاهلية أفضل من زمان العنجهية اليوم
تعز كانت مدينة السلام والتعايش والعلم والتعلم، ويا ليتها ترى حالها اليوم من فوضى وخذلان وانفلات أمني وسقوط أخلاقي مدوٍ بعد أن كانت عاصمة الدولة الرسولية آنذاك. تعز اليوم لم تسلم المرأة اليمنية فيها من التنمر في الواقع وعلى وسائل التواصل والمواقع، بل تجاوزت كل الأعراف والقيم والمبادئ حتى وصل الأمر إلى قتل امرأة أعزل أمام مرأى ومسمع العالم كله. حادثة مؤلمة لم يرتكبها أحد من العالمين، ولم يفعلها كفار قريش في زمانهم وجاهليتهم. حادثة بشعة وبطريقة همجية تجاوزت حدود العقل والمنطق، بل تجاوزت الشرائع السماوية وشريعتنا الغراء وديننا الإسلامي الحنيف، حادثة لم يقبلها العقل والدين والعرف والقبيلة.
من أجل امرأة صاحت "معتصماه"، تحركت جيوش زمانها وقطعت آلاف الكيلومترات على ظهور خيولها ليلها ونهارها، حتى أسقطت عروش ملوكها ودمرت إمبراطورياتهم من أجل امرأة تعرضت للأذى وسوء المعاملة. فكيف سيكون الحال إذا عاد بنا الزمان إلى زمانهم وهم يشاهدون مقتل امرأة بهذه الطريقة الوحشية؟ نحن في مجتمع فقد الرجولة والمروءة وأصول القبيلة، حتى أوصلنا إلى المستنقع الذي نعيشه اليوم، مجتمع خطر على البشرية جمعاء.
فيا ترى، لو كانت قبائل قريش بجاهليتها موجودة، لفزع جميع أبنائها للقتال ولأشعلت معارك أشد، ولو من داحس والغبراء، وفنيت عن بكرة أبيها وهم كفار على دين آبائهم يعبدون الأصنام ويشربون الخمور، برغم ذلك يرون انتهاك حرمة النساء أشد خطرًا وعيبًا أسود في منظورهم. وكذلك في وجوه كل قبائل اليمن شرقا وغربا شمالا وجنوبا، فما بالكم وقد تم قتلها بهذه الوحشية؟ ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين. جريمة لا تغتفر، وفي عاصمة الثقافة، أين المفر؟ والله المستعان، الخزي والعار على كل من طغى وتكبر.
"والله من وراء القصد."