
ضربة نووية بلا إشعاع... هل عقدت واشنطن صفقة سرية مع طهران قبل القصف؟
في تطور هو الأخطر منذ سنوات، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فجر الأحد، عن تنفيذ عملية عسكرية "ناجحة ودقيقة" استهدفت منشآت نووية وعسكرية حساسة في عمق الأراضي الإيرانية.
ورغم طبيعة الهجوم، خلت التقارير الأولية من أي مؤشرات لتسرب إشعاعي أو استهداف مباشر لمخزون اليورانيوم المخصب، ما يفتح الباب أمام تكهنات بوجود تنسيق غير معلن مع طهران عبر وسطاء دوليين لتجنب كارثة نووية.
ووفق مصادر متقاطعة تحدثت لوسائل إعلام دولية، فإن القصف استهدف أجهزة الطرد المركزي ومرافق التحكم والهندسة النووية في مواقع من بينها منشأتي فوردو ونطنز، دون المساس بمخازن الوقود النووي النشط. ويرجّح مراقبون أن طهران قد نقلت مسبقاً كميات من اليورانيوم المخصب إلى مواقع بديلة أو آمنة قبيل الضربة، ضمن تفاهم خفي هدفه تفادي كارثة بيئية وتدويل الصراع.
فرضية "صفقة تجنب الكارثة"
اللافت في التوقيت، أن العملية جاءت بعد أيام من حراك دبلوماسي مكثف بين موسكو وواشنطن، وسط تسريبات عن قناة تواصل خلفية عبر روسيا الاتحادية، لعبت دور الوسيط غير المعلن بين طهران وواشنطن. ووفق مصادر سياسية غربية، فقد تكون موسكو قد شجعت طهران على تفريغ أو نقل الوقود النووي عالي الحساسية كخطوة استباقية، مقابل ضمانات أمريكية بعدم قصف تلك المخازن تحديداً.
وفي السياق ذاته، لم تُسجّل وزارة الطاقة الذرية الإيرانية أو الوكالة الدولية للطاقة الذرية أي اختراق إشعاعي أو إخلال فني بالمفاعلات، ما يعزز فرضية أن الضربة كانت محسوبة ومحددة الأهداف بدقة عالية.
التوقيت والدلالة
تأتي هذه العملية في ظل تصاعد غير مسبوق وتبادل القصف بين ايران و اسرائيل، بعد فشل مساعي إحياء الاتفاق النووي وتكثيف إيران لأنشطتها التخصيبية. ومع ذلك، فإن الضربة التي أظهرت القدرة العسكرية الأمريكية، كشفت أيضًا عن حرص الطرفين على تفادي نقطة اللاعودة، من خلال توجيه رسائل نارية دون إشعال فتيل حرب نووية أو أزمة بيئية عالمية.
تساؤلات عن مستقبل البرنامج النووي الإيراني
التحرك الأمريكي الإسرائيلي يفتح الباب أمام عدة سيناريوهات، أبرزها:
محاولة إعادة طهران إلى طاولة التفاوض من موقع ضعف.
قطع الطريق على أي خطوات إيرانية نحو التخصيب العالي أو إنتاج سلاح نووي.
تثبيت قواعد اشتباك جديدة، مفادها أن الخطوط الحمراء النووية لا تزال قائمة، لكن بمرونة تفاوضية ممكنة.
في المقابل، لم يصدر عن طهران رد عسكري مباشر حتى اللحظة، ما قد يشير إلى رغبتها في امتصاص الضربة وإعادة التموضع دون الانجرار لمواجهة شاملة، على الأقل في هذه المرحلة.
وبحسب مرتقبيين فإن الضربة الأمريكية الإسرائيلية لم تكن فقط عملاً عسكريًا بحتًا، بل جزءًا من هندسة سياسية-أمنية معقّدة، تضم أطرافًا غير ظاهرة في المشهد، أبرزها روسيا الاتحادية، وربما قنوات أوروبية غير رسمية.
وبينما تبقى الرسالة واضحة لطهران، فإن الطريقة التي نُفذت بها تعكس رغبة في الضغط دون تفجير الإقليم بالكامل.
وفي فجر الأحد 22 يونيو 2025، شنت الولايات المتحدة، ضربات جوية دقيقة استهدفت ثلاثة مواقع نووية رئيسية في إيران، شملت:
نطنز (أكبر منشأة لتخصيب اليورانيوم)،
أصفهان (موقع لتحويل اليورانيوم ومرافق بحثية)،
فوردو (منشأة تحت الأرض شديدة التحصين).
الضربات استهدفت البنية التحتية لأجهزة الطرد المركزي ومراكز القيادة، مع تجنّب استهداف مباشر لمخازن الوقود النووي، ما حال دون حدوث تسرب إشعاعي.
وفي بيان رسمي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن العملية "حققت أهدافها بالكامل"، مؤكداً أن "الضربة جاءت لحماية العالم من تهديد نووي إيراني وشيك، ونُفذت بدقة عالية .