Image

صندوق النقد الدولي يدعو لتكامل أعمق في سوق الاتحاد الأوروبي لمواجهة التحديات المتصاعدة

دعا صندوق النقد الدولي، في تقريره السنوي الصادر الخميس بشأن منطقة اليورو، إلى تعميق التكامل في السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي، مؤكداً أن ذلك يشكّل أداة حاسمة لتعزيز الاستثمار والابتكار والإنتاجية في ظل التحديات العالمية المتنامية.

وأوضح الصندوق، الذي يتخذ من واشنطن مقراً له، أن زيادة وحدة السوق الأوروبية تمثل خطوة جوهرية نحو تأمين السلع العامة الأساسية، مثل شبكات الطاقة المتكاملة والدفاع المشترك، مشيراً إلى أن هذه الجهود يمكن دعمها من خلال الإطار المالي متعدد السنوات للاتحاد الأوروبي.

ورغم أن الاقتصاد الأوروبي لا يزال يُظهر قدراً من المرونة بفضل انخفاض معدلات البطالة واستقرار النظام المالي، إلا أن التقرير حذّر من أن التوترات التجارية المتصاعدة، والرسوم الجمركية المرتفعة، وعدم اليقين بشأن السياسات التجارية، إلى جانب المخاطر الجيوسياسية، تشكّل تهديداً ملموساً على النمو الاقتصادي في القارة.

وأشار الصندوق إلى أن "التوترات التجارية والغموض السياسي ألقيا بظلالهما على آفاق الطلب والصادرات"، في حين أن "الإنفاق الدفاعي والاستثمار في البنية التحتية، رغم أهميتهما، لم ينجحا بعد في تعويض هذا التأثير السلبي".

كما حذّر التقرير من أن استمرار التوتر الجيوسياسي في أوروبا قد يؤدي إلى تراجع ثقة المستثمرين والمستهلكين، ما يؤثر سلباً على مستويات الاستثمار والاستهلاك، رغم السياسات النقدية التيسيرية والمكاسب المتوقعة في الدخل الحقيقي.

وفي سياق متصل، يخوض الاتحاد الأوروبي مفاوضات مع الولايات المتحدة في محاولة لتفادي فرض رسوم جمركية تصل إلى 50% على منتجات أوروبية، وهي الرسوم التي هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرضها بحلول 9 يوليو المقبل.

وأكد صندوق النقد الدولي في ختام تقريره أن "الأولوية القصوى لصانعي السياسات الأوروبيين يجب أن تكون تعميق التكامل في السوق الموحدة"، معتبراً أن هذا المسار من شأنه تسهيل توسع الشركات وتعزيز الابتكار، بما يدعم النمو الاقتصادي المستدام في أوروبا.