Image

غلاء المهور في اليمن في ظل الحرب - مآسي لا تنتهي مع المواطن

في ظل الحرب الدائرة وانقسام النسيج الوطني ، تتفاقم معاناة المواطن اليمني بسبب الحصار والتدهور الاقتصادي ، مما يجعل الزواج حلمًا صعب المنال لدى الشباب. في هذا التقرير، نسلط الضوء على أبرز القضايا المتعلقة بارتفاع المهور وتأثيرها على استقرار المجتمع، حيث أصبح الحد الأدنى لتكاليف الزواج 15 مليون ريال يمني ، مما يشكل عبئًا ثقيلاً يهدد استقرار الأسر ويعمق الأزمات الاجتماعية.

المرأة  سلعة ام عنوان للجمال والحياة
أصبحت المرأة في المجتمع اليمني تُعامل وكأنها سلعة تجارية للأسف، حيث يُطلب من العريس تقديم 40 إلى 50 جرامًا من الذهب كجزء أساسي من المهر. هذا الأمر يزيد الأعباء الاقتصادية ويؤخر الزواج، مما يؤدي إلى الإحباط واليأس لدى الشباب الذين يجدون أنفسهم عاجزين عن تحقيق حلم تكوين أسرة.

مظاهر خداعة وهنجمات كاذبة في الأعراس
في ظل الحرب، ظهر الجشع والاستغلال في كل شيء، حتى في الزواج. أضيفت خلال السنوات الأخيرة أعباء إضافية على العريس ، حيث باتت بعض التقاليد والعادات أشبه بالمظاهر المزيفة التي لا تحمل أي قيمة حقيقية للزواج أو المتزوجين.
أصبح الشباب يتبعون هذه العادات وكأنها أمور حتمية، في حين أنها مجرد استغلال باسم العرف الاجتماعي ، ما يزيد الضغوط النفسية والمادية على الأسر والشباب المقبلين على الزواج، ويجعل الزواج عائقًا بدلًا من أن يكون بداية حياة مستقرة.

 دور الإعلام والأوقاف في التوعية بهذه الظاهرة
تلعب وسائل الإعلام والمؤسسات الدينية دورًا حيويًا في نشر الوعي حول مخاطر ارتفاع المهور والمغالاة في تكاليف الزواج، وضرورة إعادة التوازن الاجتماعي للحفاظ على مفهوم الزواج كرباط إنساني قائم على المودة والرحمة بدلًا من التعامل معه كمعاملة تجارية.

 التأثير النفسي والاقتصادي على الشباب والآباء والأمهات
نتيجةً للضغط النفسي الناتج عن الأوضاع الاقتصادية الصعبة، يعاني الشباب من الاكتئاب الحاد والشعور بالإحباط عند اصطدام أحلامهم بواقع اقتصادي قاتل يمنعهم من الزواج.

لكن التأثير لا يقتصر على الشباب فقط، بل يمتد إلى الآباء والأمهات الذين يشعرون بالضغط النفسي الهائل بسبب العجز عن تأمين تكاليف زواج أبنائهم، مما يضع الأسرة بأكملها في حالة صراع داخلي بين الرغبة في التمسك بالتقاليد وبين مواجهة الواقع المرير. بعض الحالات تصل إلى الاكتئاب الحاد ، بل وحتى التفكير بالانتحار نتيجة اليأس من تحقيق الاستقرار الأسري.

مقتطفات من آراء بعض المواطنين حول الظاهرة
أم محمد - تعز: الزواج أصبح عبئًا ثقيلًا ، وكثير من الفتيات يُحرمن من فرصة بناء أسرة بسبب المغالاة في المهور.
فريد علي: الشباب باتوا يؤجلون الزواج لسنواتٍ طويلة ، وبعضهم يلجأ إلى الهجرة أو السفر بحثًا عن فرص عمل لتأمين التكاليف.
المجتمع بحاجة إلى حملة توعوية واسعة لإيقاف هذه العادات التي تحرم الشباب من الزواج وتحقيق الاستقرار.
الحاج حسن الصلوي - ذمار: لا بد من العودة إلى الأعراف القديمة حيث كان الزواج يتم بتكاليف بسيطة بعيدًا عن الطمع والجشع.
معتز التعزي - تعز: الحل يكمن في التكاتف المجتمعي وإيجاد حلول أكثر واقعية تمكّن الشباب من بناء أسر مستقرة دون أعباء مرهقة.

 الحلول والاستنتاجات
- إطلاق حملات توعوية لتخفيف المهور وعدم المغالاة في الطلبات المالية.
- دور الحكومة والجهات المختصة في وضع قوانين تنظم الزواج وتحد من الظواهر السلبية.
- تشجيع المبادرات المجتمعية لتسهيل الزواج عبر تنظيم حفلات زواج جماعية بتكاليف مخفضة.
- تعزيز التكافل الاجتماعي لدعم الشباب ومساعدتهم في تحقيق الاستقرار الأسري.
- مكافحة المظاهر الخداعة والضغوط الاجتماعية التي تُفرض على الزواج دون أي قيمة حقيقية.
- توفير الدعم النفسي لمساعدة الشباب والأسر على تجاوز الأزمات الناتجة عن الضغوط الاقتصادية والاجتماعية.