بعد تدمير المنجزات الجمهورية.. استسلمت المليشيات الحوثية

قبل 6 ساعة و 8 دقيقة

بكل ما تحمله الكلمة من مرارة، يمكن القول ان المليشيات الحوثية أدخلت اليمن في مغامرة عبثية لا طائل منها، سوى المزيد من الدمار والخراب

فلم تكتف هذه المليشيات التخريبية بما سببته من كوارث ومآس داخلية على مدى سنوات من الانقلاب والحرب الأهلية، بل قررت تصعيد الموقف نحو كارثة إقليمية ودولية، من خلال استهداف الملاحة البحرية في البحر الأحمر، وتعمد ضرب المصالح الأمريكية والدولية، متذرعة بشعارات وشعور زائف بالقوة.

المليشيات الحوثية قررت فتح جبهة مواجهة مع الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية، وهما قوتان لا يستهان بهما، دون امتلاكها لأدنى المقومات العسكرية أو الاقتصادية التي تؤهلها لمثل هذه المواجهة. ورغم التحذيرات المحلية والدولية المتكررة، أصرت المليشيات الطائفية استهداف السفن التجارية وممرات الملاحة الحيوية، مما عرض مصالح اليمن والمنطقة برمتها لخطر حقيقي.

وفي ظل رفض المليشيات العنصرية كل دعوات التهدئة، شنّت القوات الأمريكية والصهيونية ضربات جوية وبحرية واسعة استهدفت منشآت عسكرية وبُنى تحتية حيوية في العاصمة المختطفة صنعاء وصعدة وعمران والحديدة ومناطق أخرى، مما أدى إلى تدمير قدر كبير من إمكانيات ومقدرات البلاد. فقد تهاوت منشآت الطاقة، ودُمر المطار والموانئ ومصانع الاسمنت ومراكز الاتصالات، مما زاد من معاناة الشعب اليمني الذي دفع كلفة باهظة لهذه الحرب.

بعد كل هذا الخراب، وبعد أن أصبح اليمن على حافة الانهيار التام، لم تجد جماعة الموت والخراب والدمار الحوثية بُداً من التراجع، لتعلن استسلامها والتزامها بوقف الهجمات على الملاحة البحرية، وعلى المصالح الأمريكية، والانخراط في وساطات دولية للتهدئة. لكن هذا الإستسلام جاء متأخراً، جاء بعد أن دفعت البلاد ثمناً فادحاً، وأُضيفت صفحة جديدة إلى سجل المعاناة الطويل لليمنيين.

إن ما حدث ليس إلا دليلاً إضافياً على همجية وغياب الرؤية لدى قيادة المليشيات الحوثية، التي لا تتردد في التضحية بالوطن ومصالحه من أجل شعارات جوفاء ومواقف انتحارية لا تخدم سوى مشاريع الفوضى والتخريب التابعة للقيادة الإيرانية.