الحوثيون .. مغامرات طائفية دمّرت اليمن خدمةً للمشروع الإيراني

قبل 20 ساعة و 21 دقيقة

في وقت كانت فيه اليمن تتطلع إلى الخلاص من صراعاتها ومآسيها السياسية، وجدت نفسها تساق إلى أتون حرب عبثية لا ناقة لها فيها ولا جمل، حربٌ أشعلتها جماعة الحوثي تلبية لتوجيهات طهران، خدمةً لأجندة لا تمت للوطن بصلة، ودفعت البلاد ثمناً باهظاً من أمنها واستقرارها ولقمة عيش أبنائها.

دمار البنية التحتية.. منهج إيراني بأيادٍ يمنية
منذ سيطرة الجماعة على صنعاء، تحوّلت اليمن إلى ساحة صراعات إقليمية، واتخذ الحوثي الدولة رهينة لمشروع طهران التوسّعي.

توالت الكوارث حتى طالت البنية التحتية الحيوية. الموانئ كـميناء الحديدة ورأس عيسى، التي كانت شريان حياة، لم تعد سوى أطلال بعد تحويلها إلى منصات لإطلاق المسيّرات والصواريخ باتجاه السفن الدولية، مما جعلها أهدافاً مشروعة للضربات الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية.

أما مطار صنعاء، الذي كان يُفترض أن يكون المتنفس الجوي الوحيد لليمنيين، فقد تحوّل إلى نقطة تهريب للمعدات العسكرية الإيرانية ومركزاً لإدارة العمليات الحوثية الخارجية، مما أدّى إلى تدميره وضياع أمل آلاف المرضى في السفر للعلاج، وقطع الصلة بالعالم.

صنعاء.. غضب شعبي صامت ينذر بالانفجار

رغم القبضة الأمنية المشددة، فإن الغضب الشعبي في صنعاء يتصاعد. الشارع يغلي من الظلم والجوع والإذلال، والتململ بدأ يظهر حتى داخل أوساط "المتحوثين". بعض القيادات باتت تصرّح علناً: "خلاص، دمرنا، جوعنا، ويُلعن كل من ذهب مع الحوثي ومشروعه الإيراني".

انكشفت الخديعة. الشعارات الكبرى مثل "الموت لأمريكا" و"نصرة فلسطين" لم تكن سوى ستار لإخفاء تحالفات مشبوهة. وبعد ضربات أمريكية وإسرائيلية دمّرت البنية التحتية في صنعاء والحديدة وعمران، جاء إعلان واشنطن المفاجئ بوقف استهداف الملاحة، في صفقة أثارت غضب اليمنيين الذين رأوا فيها ثمناً لمغامرات الميليشيا.

وقدّرت خسائر الضربات على مطار صنعاء بـ15 مليون دولار، فيما تجاوزت خسائر البلاد 20 ملياراً، حسب خبراء، مؤكدين أن هذا الاتفاق قد يشعل انتفاضة شعبية تُنهي حكم الحوثيين.

صفقة ترامب الحوثية.. سقوط القناع
عندما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف الحرب على الحوثيين في صفقة سرّية بوساطة عمانية، سقط القناع. الجماعة التي تتاجر بشعارات المقاومة وتدّعي الدفاع عن غزة، لم تكن سوى أداة بيد القوى الدولية. صفقات في الخفاء وتسويات على حساب دماء اليمنيين وأطفال فلسطين، كشفت زيف الشعارات وتناقض الخطاب مع الواقع.

جماعة لا علاقة لها لا بالمقاومة ولا بفلسطين، بل تسعى فقط للبقاء في السلطة، ولو على أنقاض الوطن.

قوى الجمهورية.. بين العجز والفرصة الضائعة

في المقابل، وقفت قوى الجمهورية موقف المتفرج، تنتظر التمويل والدعم، بينما يُذبح الوطن يومياً. فشلت في استغلال لحظة تاريخية تمثلت في التفكك الحوثي، والغضب الشعبي، والدعم الدولي، الذي كان يمكن أن يحدث تحولاً حاسماً.

لكن، ووفق مصادر مطلعة، ضاعت الفرصة حين اختارت "الشرعية" الترقب بدلاً من الحسم. ومع إعلان واشنطن وقف ضرباتها، عاد الحوثي لواجهة المشهد بخطاب "الانتصار"، رغم أنه كان على وشك السقوط.

اليمن لا يحتمل مزيداً من الخيانة
ما قامت به جماعة الحوثي خيانة وطنية مكتملة، أدّت إلى دمار البلاد وتمزيق نسيجها الاجتماعي، واستدعاء ضربات خارجية كان يمكن تفاديها، لولا تحويل الموانئ والمطارات إلى أدوات تهديد وابتزاز.

اليمن، اليوم بحاجة إلى صحوة جمهورية ووطنية صادقة، لا ترتكز على انتظار التمويل، بل على الانتماء، والتضحية، والصدق مع الشعب.

لقد قالها المواطن البسيط في صنعاء: "دمرونا، جوعونا، باعونا... ويُلعن كل من وقف مع الحوثي". فهل من مُجيب؟ 

وهل من عودة حقيقية إلى روح الثورة والجمهورية؟

 أم سنظل ننتظر المجهول بينما وطننا يُنهش من كل جانب وحدب وصوب؟!.