حرٌ في اليوم العالمي للصحافة

قبل 5 ساعة و 10 دقيقة

في 3 مايو من كل عام، يحتفي العالم بحرية الصحافة، بينما كنت لسنوات أعدُّ هذا اليوم ذكرى مؤلمة لا احتفال فيها. كنت في المعتقل، ثم تحت الإقامة الجبرية، وكل شبر من مناطق سيطرة مليشيات الحوثي كان سجناً يضيق بأنفاسي كصحفي، ويكتم صوت قلمي قبل أن يصل إلى الورق.

اليوم العالمي لحرية الصحافة هذا العام مختلف، لأنه يأتي وأنا حر. حرٌ خارج القضبان، وخارج حدود القمع، وحرٌ في قول الحقيقة دون خوف من سوط سجّان أو زنزانة مظلمة.

اعتقلتني مليشيات الحوثي ثلاث سنوات. ثلاث سنوات من التنكيل والحرمان والتعذيب النفسي والجسدي، لا لذنب سوى أنني صحفي حمل الحقيقة وواجه بها آلة القمع. نهبوا كل أدواتي الصحفية التي كنت أعمل بها لصالح صحيفة "الكرامة" وموقع "الكرامة نت". صادروا أجهزتي، ومعداتي، ومكتب الصحيفة بالكامل. حتى سيارتي لم تسلم من النهب، ولم يُعد لي منها شيء.

خرجت من السجن، لكني كنت لا أزال سجيناً، ممنوعاً من العمل، ومن التواصل، ومن السفر. وحتى الهواء كنت أتنفسه بمذلّة المراقبة. كانوا يخافون من قلمي أكثر من أي شيء آخر.

لكنني اليوم أكتب. أكتب وأنا حر. أكتب لأقول إن القمع لا ينتصر، وإن الصحافة الحرة لا تُكسر، وإن القلم، حين يُكسر، يعود أكثر حدّة.

في اليوم العالمي للصحافة، أستعيد حقي في الكلمة، وأجدد عهدي أن أبقى صوتاً للكرامة، وعدواً للاستبداد، وصوتاً لكل صحفي ما زال خلف القضبان أو تحت تهديد السلاح.

الحرية للصحافة .. والعار للقمع.