
على وقع أزمة الكهرباء وانهيار العملة .. غليان شعبي واسع في عدن والمناطق المحررة
تشهد العاصمة المؤقتة عدن والمناطق المحررة غليانًا شعبيًا واسعًا، في ظل دخول حالات انهيار الخدمات والعملة المحلية وارتفاع الأسعار، مرحلة الكارثة الكبرى التي طالما حذر المختصون منها.
ففي عدن والمناطق المحررة وصلت الأوضاع المعيشية مرحلة المجاعة، في ظل الانهيار الكامل والكارثي لكل الخدمات يرافقها ارتفاع جنوني لجميع أسعار السلع الاستهلاكية والمواد الغذائية بما فيها الخبز.
وتؤكد المعلومات وجود حالة من السخط الشعبي في عدن في ظل انقطاع خدمة الكهرباء بشكل كامل، مع توقف جميع محطات التوليد بحجة نفاد الوقود، صاحبه ارتفاع كبير في درجة الحرارة.
ومع تلاشي جميع الخدمات بما فيها المياه المرتبطة بالكهرباء، واستمرار تدهور الريال الذي وصل الحضيض أمام العملات الاخرى خلال اسبوع، فاقدًا ما لا يقل عن 900 بالمائة من قيمته قبل نكبة فبراير 2011، وما صاحبه من ارتفاع في الأسعار، دخلت عدن والمناطق المحررة مرحلة الانهيار الشامل لعوامل الحياة، لتسجل اسوأ حالة انهيار اقتصادي ومعيشي عرفته اليمن بتاريخها.
وتؤكد المؤشرات في عدن، بأن المدينة مقبلة على ثورة غضب عارمة ضد كل القائمين على أمور الدولة، بعد أن فقد الأهالي 99 بالمائة من أمور حياتهم اليومية، جراء فشل وفساد المسؤولين في مجلس القيادة الرئاسي وحكومته.
فخلال الاسبوع الأخير من الشهر الجاري ابريل فقد المواطنون في عدن والمناطق المحررة القدرة شبه الكامل على توفير احتياجاتهم اليومية من الغذاء الضروري الذي يبقيهم على قيد الحياة، فضلا عن كارثة توقف الكهرباء مع دخول موسم الحر الشديد.
ومع توقف التعليم وتدهور الخدمات الطبية مع انتشار الأمراض والاوبئة الموسمية، وانتشار الجريمة والمخدرات، وإغلاق معظم المحلات التجارية أبوابها على وقع الغلاء وتدهور العملة، وتدنى عدد مرتادي الأسواق التي تبدو شبه خالية، كل ذلك تعد مؤشرات لانفجار الوضع وخروجه عن السيطرة.
وحسب العديد من الأهالي، فإن أكثر ما يثير غضبهم هو عدم وجود مسؤول واحد يخرج يخاطبهم ويكشف لهم ما يجري ولماذا هذا الأسلوب المتعمد لقتلهم بالجوع والحر والفساد، وطرح أو تقديم حلول ولو انها زائفة وكاذبة كعادتهم لما يجري.
وسخر العديد منهم من التصريحات التي وصفوها بالجوفاء حول وجود عملية تحرير ضد عصابة الحوثي الإيرانية، استغلالًا للعمليات الأمريكية ضدها، مؤكدين أن من لم يتمكن من توفير كهرباء لمدينة، واقتصر همه على مصالحه الشخصية ورفع أرقام حساباته بالبنوك حتى بالفساد وعلى حساب معاناة البسطاء، لن يقود معركة حتى ليوم واحد.