
الحديدة ترفض معسكرات الحوثي الصيفية .. سخط شعبي وتحذيرات من تجنيد الأطفال
تصاعدت حالة الرفض الشعبي في محافظة الحديدة، غرب اليمن، تجاه المعسكرات الصيفية التي تنظمها ميليشيا الحوثي، وسط اتهامات للمليشيات باستغلال الأوضاع المعيشية المتدهورة لدفع الأسر إلى إرسال أطفالهم لهذه المعسكرات التي تُستخدم كأداة لتجنيدهم فكرياً وعسكرياً.
ورغم انطلاق هذه المعسكرات مطلع أبريل الجاري، كشفت مصادر محلية عن ضعف كبير في الإقبال، خلافاً لما كانت تخطط له الجماعة التي هدفت إلى استقطاب أكثر من 40 ألف طفل وطفلة في نحو 900 مركز ومدرسة.
مصادر تربوية نقلت عن قيادي حوثي قوله إن المعسكرات هذا العام تركز على تلقين الأطفال أفكاراً طائفية تدور حول ما تُسمى بـ"المسيرة القرآنية"، وتشجعهم على "التضحية بالمال والدم" دفاعاً عن الجماعة، في محاولة لخلق جيل يدين بالولاء الكامل للميليشيا.
سكان محليون عبّروا عن قلقهم من تكرار المآسي التي طالت أسرهم في السنوات الماضية، بعد أن فقدوا أبناءهم الذين استُدرجوا إلى هذه المعسكرات ثم أُرسلوا إلى جبهات القتال.
يقول خيري، أحد سكان حي السور: "ابني سليمان (18 عاماً) استُدرج من قبل مشرف حوثي من عمران إلى معسكر مغلق، وبعد تعبئة طائفية مكثفة، أُرسل إلى الجبهة، ولم يعد إلا جثة هامدة".
وأضاف: "أدعو الآباء إلى حماية أبنائهم من هذه المصائد التي تحوّل الأطفال إلى أدوات حرب".
وفي ظل العزوف الشعبي المتزايد، تلجأ مليشيا الحوثي، وفق مصادر حقوقية، إلى الضغط عبر المجالس المحلية والسلطات التنفيذية لفرض المشاركة بالقوة، مهددة بحرمان الأسر من المساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية، مستغلة تدهور الأوضاع الاقتصادية كوسيلة ابتزاز.
الحكومة الشرعية في محافظة الحديدة وصفت هذه المعسكرات في بيان صادر عن مكتب الإعلام بأنها "جريمة تربوية وأخلاقية"، مؤكدة أن المليشيات تبث فيها أفكاراً متطرفة تحض على الكراهية والعنف، في مخالفة صارخة للقوانين الدولية التي تحمي حقوق الطفل.
وأوضح البيان أن الجماعة تستخدم شعارات مثل "علم وجهاد" لتغطية أهدافها الحقيقية المتمثلة في تجنيد الأطفال، داعياً المنظمات الحقوقية المحلية والدولية إلى التدخل العاجل، ورصد وتوثيق الانتهاكات التي تطال الأطفال، والعمل على حمايتهم من مشاريع الاستغلال الطائفي والتجنيد القسري تحت غطاء ديني.
وسط هذا الرفض المتنامي، يبدو أن المجتمع في الحديدة بات أكثر وعياً بمخاطر هذه البرامج، مما يضع مزيداً من العقبات أمام الحوثيين في محاولاتهم لتجنيد جيل جديد يخدم أجنداتهم القتالية.