لقاحات التحصين .. ضرورة وليست خيارا

قبل 8 ساعة و 2 دقيقة

في الأسبوع الأخير من شهر أبريل من كل عام يحتفل العالم بـ الأسبوع العالمي للتحصين، وهي مناسبة صحية وتوعوية تهدف إلى تسليط الضوء على الدور الحاسم الذي تلعبه اللقاحات في حماية الأفراد والمجتمعات من الأمراض المعدية. وتنظم خلال هذا المناسبة جملة من الانشطة من قبل منظمة الصحة العالمية وشركائها بهدف تعزيز الوعي بأهمية التطعيم وتحفيز المجتمعات على اتخاذ خطوات فعالة نحو الوقاية الصحية.

تعتبر اللقاحات أعظم إنجازات الطب الحديث، فمنذ اكتشاف أول لقاح ضد الجدري في القرن الثامن عشر أحدثت اللقاحات ثورة في الصحة العامة، حيث ساهمت في القضاء على بعض الأمراض واحتواء انتشار أمراض أخرى مثل شلل الأطفال والحصبة والدفتيريا والسعال الديكي. وقد أثبتت جائحة كوفيد-19 مدى أهمية تطوير اللقاحات في وقت قياسي لإنقاذ ملايين الأرواح.

يعتبر التحصين مسؤولية جماعية فهو لا يحمي فقط حياة الأفراد الذين يتلقون اللقاح بل يمتد أثره إلى المجتمع بأكمله من خلال ما يُعرف بـ"مناعة القطيع" حيث يُقلل انتشار العدوى في المجتمعات. وعلى الرغم من التقدم الكبير في هذا المجال، لا يزال ملايين الأطفال في العالم محرومين من اللقاحات الأساسية بسبب النزاعات وضعف الأنظمة الصحية أو انتشار الشائعات والمعلومات المغلوطة، ذلك فإن الأسبوع العالمي للتحصين يشكل فرصة ثمينة لتكثيف جهود التوعية وبناء الثقة بين المجتمعات والقطاع الصحي.

في هذا الأسبوع، يتوجب على جميع المنظمات المهتمة بالصحة ووسائل الإعلام المختلفة والعاملين في التوعية والتثقيف الصحي و الرعاية الصحية عموماً ، العمل معًا لضمان حصول كل فرد في كل مكان في بلادنا على اللقاحات التي يحتاجها، فكل جرعة لقاح تُعطى لطفل هي خطوة اولى وهامة نحو مستقبل أكثر صحة وأمانًا.

التحصين ليس خياراً بل ضرورة لبناء عالم أقوى وأكثر أمانًا. فلنغتنم هذا الأسبوع لننشر الوعي ونعزز الثقة ولنتحرك نحو تحقيق العدالة الصحية للجميع.