هموم وطن وأوجاع متراكمة

10:32 2025/04/24

 على تربة هذا الوطن المنهار، تتوحد همومنا جميعًا، نحن الإعلاميون والمثقفون والناشطون، نحمل صوت الجميع، لأن أوجاعنا لم تعد فردية، بل هي أوجاع وطن بأكمله.

هذا الوطن المنسي الذي تخلى عنه الوطنيون وأصحاب الضمائر الحية، لم يبقَ فيه سوى قلة صامدة، مغيبة عن مشهد يعج بالفساد والانهيار.  
نتحدث عن معاناة المعلمين، الموظفين، العاملين، الجنود، والضباط، الذين يرزحون تحت وطأة الغلاء المفرط. الأسعار تجاوزت حدود المنطق، فبلغت نسبة ارتفاعها مؤخرًا أكثر من 400% . نتحدث عن راتب لا يتعدى قيمته اليوم ثمن كيس قمح أو أرز أو سكر، راتب يتحول إلى لغز محير: كيف يستطيع المعلم أو الجندي أن يعيش؟، وكيف نطالبه ببناء وطن بينما جوعه يفتك به؟!.

الريال اليمني المنهار يلفظ أنفاسه الأخيرة. أصبح سعر الريال السعودي 666 ريالًا يمنيًا، والدولار الأمريكي ما يقارب 2500 ريالًا . أما راتب الموظف أو الجندي، فهو بالكاد 60,000 ريالًا . هذا التفاوت بين قيمة العملة وغلاء المعيشة ينذر بكارثة إنسانية ووطنية. إنه مشهد قاتم لم يترك للإنسان خيارًا سوى الصراع للبقاء.  

وفي وسط هذا الانهيار، لم ينجح سوى اللصوص والساسة الذين جعلوا المواطن تحت أقدامهم. استلموا رواتبهم بالدولار والريال السعودي، وتركوا الشعب ليصارع الجوع والحرمان. صنعوا لأنفسهم عروشًا من أوجاع هذا الوطن، واستفادوا من كل لحظة ضعف وانهيار.  

لكننا لن نصمت.. نحن جزء من هذا الشعب، أوجاعه أوجاعنا، وصراعه صراعنا. سنتحدث عن تلك الهموم التي تجمعنا جميعًا، من معلمين إلى موظفين، إلى جنود وضباط. سنتحدث عن الأسعار التي تخنق الأرواح، وعن العملة التي تذوي في نعشها، وعن الأوجاع التي طالت كل شيء في هذا الوطن.  

سيظل صوتنا حاضرًا، ليس فقط لنقل الألم، بل لإبقاء الأمل. هذا الوطن يستحق من يناضل لأجله، حتى لو كان ذلك عبر الكلمات التي تخرج من بين الأنقاض لتوصل صرخة شعب بأكمله.