صيف صنعاء بين ضربات أمريكية وتمرد داخلي يلوح في الأفق

09:21 2025/04/17

يبدو أن صيف صنعاء هذا العام سيكون الأكثر سخونة، وما يزيده اشتعالًا هي تلك الضربات الأمريكية الدقيقة، التي تبدو وكأنها منسقة بعناية فائقة،وكأن الأبواب المغلقة فُتحت، ولم يعد هناك ما يُخفى من أسرار عسكرية.

ضربات ليلية عنيفة حوّلت سماء العاصمة صنعاء المعتمة إلى ما يشبه حرائق الغابات الاستوائية الموسمية، وحرّكت الجليد من على قمم جبل النبي شعيب. ومع كل ضربة تشنّها الطائرات الأمريكية، يهلّل المواطنون فرحًا ويزداد الأمل بقرب زوال المشروع الإيراني من اليمن.

الأجواء لا تشتعل فقط من القصف، بل أيضًا من حالة الغليان الشعبي في مناطق سيطرة الحوثيين، حيث تتهاوى الحاضنة الشعبية أمام الحصار الاقتصادي الخانق، الذي فُرض دوليًا على الجماعة هذا الحصار فاقم معاناة المواطنين المعيشية، مما دفع بالكثير منهم إلى رفع أصواتهم رغم القبضة الأمنية الحديدية التي تفرضها الجماعة على أي صوت يطالب بتحسين الأوضاع.

ويراهن التحالف العربي الداعم للشرعية على حراك داخلي شعبي وتمرد من داخل مناطق الحوثيين لأن العملية العسكرية البرية وحدها لا تكفي لهزيمة المليشيا الحوثية بل لا بد من إضعاف الجبهة الداخلية للحوثيين من خلال حراك شعبي داخلي عندها لا ينفع المليشيا الحوثية شعاراتها المعلّبة مثل نصرة فلسطين، تبدأ من الدفاع عن صنعاء وهو الشعار الذي فقد بريقه بعد أن انكشفت الكثير من الأقنعة، وبدأت قيادات ميدانية حوثية بالفرار من صنعاء خوفًا من الضربات الأمريكية.

في الوقت ذاته، بدأت تحركات عسكرية للجيش اليمني والتشكيلات المسلحة في عدد من الجبهات، وقد صرّح وزير الدفاع بأن الجيش على أهبة الاستعداد لاستعادة الدولة ومؤسساتها وللقضاء على المليشيا الحوثية والمشروع الإيراني الذي تهاوت أركانه في لبنان وسوريا، وهو اليوم على وشك الانهيار في اليمن.

ورغم أن هذه التصريحات أعادت الأمل لدى الشارع اليمني، إلا أنها تبقى مجرد حرب إعلامية ما لم تُترجم إلى تحرك حقيقي على الأرض.