صرخة وعي من أعماق النزوح
بصوت كل نازح، باسم كل أم تقف في طابور الغذاء، وطفل ينام على قطعة قماش باردة، وشيخ ينتظر أن يعود إلى بيته قبل أن ينقل إلى قبره، نقول: نحن جزء من الشعب اليمني الجزء الأكبر من هذا الوطن الذي يأكله الدخان وتمزقه الحرب ويدفع ثمن صمته العالم بأسره.
نحن لا نطلب المستحيل و لا نبحث عن امتيازات، فقط نريد أن نكون بشرًا كما أرادنا الله، نعيش بكرامة ونأكل من خيرات أرضنا و نربي أبناءنا في أمان ونحلم بما تبقى لنا من أحلام.
نحمل على ظهورنا خيام النزوح، وفي صدورنا بقايا وطن مقطع، وفي أعيننا أسىً لا يروى.
تحولنا إلى أرقام في تقارير المنظمات وإلى وجوه باهتة في نشرات الأخبار لكننا لسنا صورا.. نحن أرواح حية تنزف كل يوم ولا تجد من يحن عليها أو يعترف بوجعها.
تعبنا...
تعبنا من كل شيء، من طوابير الذل، من صوت الانفجارات، من وطن ينهش كغنيمة على موائد السياسة، من أكاذيب السياسيين، من العالم الذي لا يرى فينا سوى ملف إغاثة لا قضية كرامة.
نحن لا نناشد، لا نرجو العطف.. نحن نعلن: لقد تعبنا من الانتظار وسئمنا الصمت وضقنا ذرعا بالتجاهل.. نعلن أن صرختنا هذه ليست للبكاء
بل للرفض والمواجهة والمقاومه.
صنعاء ليست للبيع اليمن ليس مائدة تقسم ولا شعبه قطيع يساق.. لقد آن أوان المقاومة..
لا مزيد من الصمت..لا مزيد من التبريرات.. لا مزيد من التزييف. فإما أن نحيا بكرامة، أو نموت شامخين.
موعدنا صنعاء وصنعاء قريبه. المعركة لم تعد معركة سلاح فقط بل معركة وعي ومن لا يصرخ اليوم سيدفن بصمت الغد.