سيناريو التدخل البري وتبعاته على اليمن
حينما يدرك جنرالات الحرب في امريكا ان القصف الامريكي لن يجدي نفعا مع عصابات تجيد التخفي في كهوف الجبال، هنا لا يستبعد التدخل البري لمواجهة مليشيا ايران الارهابية في اليمن وهو اقرب السيناريوهات المطروحة على طاولة ترامب لإنهاء خطر الحوثي على الملاحة الدولية ومنطقة الشرق الاوسط كذراع ايراني مزعزع للامن والاستقرار الاقليمي والدولي.
وهو ما قد يثير العديد من التساؤلات حول مستقبل اليمن في حال تحقق هذا السيناريو .
لقد أكدنا سابقًا أن هجمات الحوثي لن تتوقف حتى يتم تسليم الساحل اليمني للاحتلال القديم، وهذا يجعل الأمور أكثر تعقيدا وخطورة على اعتبار ان التدخل أمريكي بري في اليمن يعتبر تدخلا خطيرا، خصوصا إذا لم يكن ضمن إطار الشرعية وبطلب من الحكومة الشرعية.
فهذا النوع من التدخلات يمكن أن يثير الكثير من الجدل والانقسام ويمكن أن يؤدي إلى تقويض الشرعية وزعزعة استقرار البلاد.
إذا تحققت هذه السيناريوهات، فإنه سيكون لها تبعات كبيرة على وحدة اليمن وسيادتها، سيتحول الحوثي إلى "فوضى مدارة"، وسيتم إلغاء أدوات الدولة بذريعة الفشل واللاجدوى، وبهذا ستثار العديد من التساؤلات حول من يمثل اليمن ومن يملك القرار فيه.
لذا، يجب على المجتمع الدولي أن يعمل على إيجاد حلول سياسية للأزمة اليمنية من خلال دعم الحكومة المعترف بها وتعزيز الحوار والتفاوض بين الأطراف المختلفة او ترك الشرعية تمسك بزمام المبادرة في تحرير المناطق التي تقع تحت سيطرة الحوثي حتى تجبر تلك المليشيا الدخول الى مفاوضات حقيقية تنهي معاناة الشعب اليمني وبما يحقق السلام والاستقرار في اليمن والمنطقة. وغير ذلك يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الوضع وتصاعد الصراعات والاضطرابات في اليمن، تأثيرات سلبية على الأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها.
لذا، يجب على الجميع العمل معا من أجل تحقيق السلام والاستقرار في اليمن وتجنب أي تصعيد يمكن أن يزيد من تعقيد الوضع ويجعل الحلول السياسية أكثر صعوبة. إن الوحدة والتضامن الدوليين هما مفتاح النجاح في مواجهة الأزمة اليمنية وإيجاد حلول دائمة ومستدامة لها.