Image

لعزلها ميدانيًا وإضعاف تنسيقها مع إيران .. واشنطن تستهدف شبكة القيادة والسيطرة ومنظومات الاتصال لعصابة الحوثي

في تحول استراتيجي لافت ضمن مسار تصعيدها العسكري في اليمن، نفّذت الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرًا سلسلة غارات نوعية استهدفت مراكز الاتصالات والقيادة والسيطرة التابعة لعصابة الحوثي، كان أبرزها استهداف مواقع اتصالات في عدة محافظات تستخدمها العصابة في عملها العسكري واستهداف الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن، وفق مصادر ميدانية.

واكدت المصادر ان ابرز المواقع التي استهدفها القصف الأمريكي "سنترال الاتصالات والبث الأرضي" في جبل واقر شرق مديرية المراوعة بمحافظة الحديدة، وأبراج الاتصالات في محافظة عمران شمال اليمن، وجبل المنار بمحافظة إب ،وسط اليمن.

وبحسب المصادر، تعد هذه المواقع من أهم وأخطر مراكز التحكم التقني لدى عصابة الحوثي، إذ تربط بين قيادات الميدان ومراكز القيادة العسكرية والسياسية، وتتحكم في شبكات البث الإعلامي والاتصال المشفر، بالإضافة إلى احتوائها على محطات تشويش متقدمة ومراكز توجيه اتصالات.

واكدت المصادر أن هذه الضربات تمثل ضربة قاصمة للبنية التحتية الحساسة لعصابة الحوثي ، وتُحدث ارتباكًا واسعًا في نظام القيادة والسيطرة (C2) للعصابة، بما ينعكس مباشرة على قدرتها في إدارة العمليات الميدانية والتنسيق مع حلفائها الإقليميين المتمثل بايران ومليشياتها في المنطقة.

ويأتي هذا التحرك الأمريكي ضمن توجه تصعيدي واضح يركز على شل المنظومة الاتصالية لعصابة الحوثي وعزلهم عن بيئتهم الرقمية والميدانية، في إطار استراتيجية متكاملة تستهدف إضعاف قدرتهم على الاستمرار في تهديد الملاحة الدولية واستهداف المصالح الأمريكية والإقليمية.

وبحسب مراقبين، فإن استمرار هذه العمليات النوعية سيسهم في إضعاف مركز الثقل العملياتي لعصابة الحوثي، ويفقدها إحدى أهم أدوات إدارة المعركة والتنسيق مع الداعمين الإقليميين، ما يمهد لتغيير قواعد الاشتباك على الأرض في حال بادرت القوات الحكومية لاستعادة العاصمة المختطفة صنعاء.

لافتين الى انه بإضعاف شبكات الاتصال والتنسيق، تصبح عصابة الحوثي أقل قدرة على التحرك الميداني المنظم، مما يقلل من فاعليتها في مواجهة الهجمات المباشرة على مناطق سيطرتها.

كما أن عزلها عن حلفائهم الإقليميين سيؤدي إلى تقليص الدعم العسكري واللوجستي، وهو ما يعزز من فرص نجاح القوات الحكومية في تحرير المحافظات الواقعة تحت سيطرة العصابة.