الضربات الأمريكية أفقدت المليشيا الحوثية توازنها
منذ أكثر من ثلاثة أسابيع والقوات الأمريكية مستمرة في تنفيذ وتصعيد عمليتها العسكرية ضد المليشيات الحوثية في اليمن، ومن خلال مشاهدة ومتابعة ضرباتها العسكرية التى بدأت في منتصف شهر مارس المنصرم بسلسلة من الغارات الجوية والبحرية الواسعة النطاق على مناطق سيطرة المليشيات، أتضح بأن واشنطن قد نجحت في اختراق المليشيا الحوثية، وهو ما بدا واضحاً من خلال نجاح الغارات الجوية التي استهدفت العديد من المواقع والقيادات الحوثية بشكل دقيق ومحكم.
ومن أهم عوامل النجاح التي حققتها واشنطن في اختراق المليشيات الحوثية هو تفوقها في مجال الاستخبارات، حيث قامت بتوفير معلومات دقيقة حول تحركات الحوثيين، مما سهل تنفيذ غاراتها الجوية بطريقة ناجحة. حيث عملت الولايات المتحدة على توظيف تكنولوجيا الأقمار الصناعية والطائرات الموجهة عن بُعد لمتابعة تحركات المليشيات، وركزت على المناطق الحيوية التي تشتمل على قواعد إطلاق الصواريخ ومخازن الأسلحة الثابتة والمتحركة.
وقد أظهرت التقارير الاستخباراتية الأمريكية قدرة عالية في تحديد مواقع الحوثيين في الوقت الفعلي، وهو ما سهّل لقواتها الجوية استهداف البنية العملياتية للجماعة وتنفيذ عمليات هجومية دقيقة وناجحة.
وقد تجلى نجاح الضربات الامريكية في العديد من العمليات التي استهدفت القيادات العسكرية والسياسية للمليشيا الحوثية. حيث تمكنت الغارات الجوية الأمريكية من القضاء على عدد من كبار القادة الحوثيين، مما أثر بشكل كبير على قدرة الجماعة على اتخاذ القرارات العسكرية والتكتيكية.
كما نجحت الغارات في استهداف معسكرات التدريب، ومواقع الدفاعات الجوية، ومستودعات الأسلحة الثقيلة، والتي كانت تستخدمها المليشيات لتهديد الأمن الإقليمي والعالمي. وهو ما أثر على امكانياتها في تجميع قواتها وتعزيز قدراتها العسكرية، وأضعف من قوة الردع التي كانت تعتمد عليها.
علاوة على ذلك، فقد ركزت الغارات الأمريكية على تدمير البنية التحتية العسكرية للمليشيات الحوثية، حيث تم تدمير العديد من الصواريخ الباليستية، ومنصات إطلاق الصواريخ والمعدات العسكرية الثقيلة.
لقد وجَّهت الغارات الأمريكية ضربة قاسية وموجعة للمليشيا الحوثية، حيث أضعفت قدراتها العسكرية بشكل كبير، وأثرت على مستوى معنويات مقاتليها بشكل واضح، وأفقدتهم الثقة في قدرتهم على الصمود ومواجهة القوات الجوية المتفوقة، ونشرت الخوف والذعر في صفوفها المنهارة، وهو ما بدا واضحاً من خلال ارتباك وهروب واختباء قيادة العصابة وانهيار صفوفها المتآكلة، ومن خلال اتساع دائرة الاختلافات وتبادل تهم الخيانة والتخابر مع العدو بين قياداتها البارزة.