Image

الحوثي .. الورقة الإيرانية التي تسعى أمريكا الى إحراقها قبل التفاوض النووي مع طهران

ما يجري من قصف شديد على مواقع مليشيا الحوثي وإستهداف لقياداتها اعتبره سياسيون رسالة للحالة التي قد تصل إليها ايران حال عدم جلوسها للتفاوض مع الإدارة الامريكية على الملف النووي وبدون شروط، اضافة الى ان تواصل قصف الطيران العنيف والتي قد يكلف امريكا مع نهاية الاسبوع الجاري اكثر من مليار دولار، يأتي ضمن الضغوط الأمريكية الشديدة الهادفة الى دفع عصابة الحوثي نحو التحوّل إلى ورقة محترقة بيد طهران وعبء عليها، ما قد يجبر الأخيرة على التفكير في التخلّي عنها وتركها لمصيرها بعد أن كانت قد استخدمتها كذراع لها في المنطقة وأداة لمقارعة خصومها ومنافسيها الإقليميين والدوليين.
 
وفي ضوء التهديدات الصريحة من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باستخدام القوّة العسكرية ضدّ إيران نفسها في حال لم توقف دعمها للحوثيين سيكون من باب البراغماتية للقيادة الإيرانية أن تجعل الجماعة جزءًا من صفقة تهدئة مع واشنطن.
 
ويُرجّح هذه الفرضيةَ أنّ طهران كانت قد خسرت أهم ذراع لها في المنطقة، حزب الله اللبناني الذي تلقى ضربات قاسمة على يد إسرائيل، كما خسرت الساحة السورية بسقوط نظام حليفها بشار الأسد ما يعني اختلال منظومة الأذرع الإقليمية التي كانت تعمل بتنسيق وتكامل فيما بينها وبالتالي صعوبة الدفاع عن الذراع المتبقية في اليمن وحمايتها من الضغط الأمريكي الشديد.
 
وتجسيدًا لهذا التوجّه نقلت صحيفة "تلغراف" البريطانية عن مسؤول وصفته برفيع المستوى في إيران قوله، إن طهران قررت سحب مستشاريها العسكريين من اليمن ووقف دعمها لجماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع تكثيف الولايات المتحدة لضرباتها الجوية ضد الحوثيين وتحذيرات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإيران بضرورة وقف دعمها للجماعة.
 
وقطعت إدارة ترامب سياسة اللين التي مارستها إدارة الرئيس السابق جو بايدن إزاء الحوثيين وبادرت إلى إعادة وضع جماعتهم على لوائح الإرهاب وفرضت عقوبات على أبرز قادتهم وفرضت حظرا على استيراد الوقود عبر الموانئ الخاضعة لسيطرتهم على الساحل الغربي لليمن.
 
وفي نقلة نوعية في التعامل مع الحوثي، أطلقت القوات الأمريكية منذ منتصف مارس الماضي حملة قصف عنيف ومكثّف على المناطق التي تسيطر عليها الجماعة ملحقة أضرارا جسيمة بالمقدّرات اللوجستية والمرافق التي تستند إليها وتستخدمها في تركيز سلطتها وشن الهجمات على خطوط الملاحة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

هذا، وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية على أن أفراد الخدمة ضمن مجموعة حاملة الطائرات “هاري إس ترومان” يواصلون تنفيذ عمليات عسكرية جوية على مدار الساعة، في إطار التصعيد المستمر ضد ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران في المنطقة.

وقالت القيادة في بيان رسمي: “أفراد خدمتنا المتفانون من مجموعة حاملة الطائرات هاري إس ترومان في مواقعهم، ويطلقون عمليات متواصلة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع ضد الحوثيين المدعومين من إيران”.

وأكدت أن هذه الجهود تأتي في سياق حماية الملاحة البحرية وضمان أمن واستقرار الممرات المائية الدولية، خصوصاً في البحر الأحمر وخليج عدن.

وأضاف البيان أن العمليات تنفذ بدقة ووفق قواعد الاشتباك المعتمدة، مشيراً إلى أن القوات الأمريكية تواصل التنسيق مع الحلفاء والشركاء في المنطقة لمواجهة التهديدات التي تشكلها المليشيات الحوثية على الأمن الإقليمي والدولي.