Image

خلال عيد الفطر: غياب قيادات عصابة الحوثي يشعل سخرية اليمنيين ويكشف حالة الرعب تحت القصف الأمريكي

شهدت العاصمة المختطفة صنعاء ومناطق سيطرة عصابة الحوثي خلال عيد الفطر المبارك غيابًا ملحوظًا لقيادات العصابة عن المشهد العام، في سابقة أثارت تساؤلات واسعة في الأوساط الشعبية.

يأتي ذلك وسط تصاعد وتيرة الضربات الجوية الأمريكية التي استهدفت مواقع استراتيجية تابعة للعصابة طوال شهر رمضان وأيام العيد.

ووفق مصادر محلية فقد تحوّل غياب القيادات الحوثية عن المجالس والزيارات العائلية المعتادة إلى حديث الناس، في وقت بدا فيه الحضور الأمني والإعلامي للعصابة خافتًا بشكل غير مسبوق.

مواكب السيارات الفارهة والأطقم المسلحة التي لطالما ارتبطت باستعراض الجماعة لنفوذها، اختفت تمامًا، لتحل محلها تحركات مموهة محدودة عبر دراجات نارية أو سيارات أجرة، يرافقها أفراد العائلة كغطاء للتمويه.

وعزى مراقبون هذا التحول في سلوك القيادات الحوثية إلى المخاوف المتزايدة من الرصد الجوي والتعقب الاستخباراتي، خصوصًا بعد توجيه سلسلة من الضربات الدقيقة التي استهدفت مواقع حساسة ومنشآت عسكرية في صنعاء ومحافظات أخرى، ضمن الرد الأمريكي على الهجمات الحوثية ضد الملاحة الدولية في البحر الأحمر.

المصادر تحدثت عن اختفاء عدد من قيادات الصف الأول، بينهم مهدي المشاط وقادة عسكريون وأمنيون بارزون، مشيرة إلى مغادرتهم مقار إقامتهم المعتادة إلى شقق سرية أو مواقع بديلة يُعتقد أنها أكثر أمانًا.

وترافق ذلك مع تعليمات صارمة داخل الجماعة تقضي بعدم استخدام الهواتف المحمولة، ومنع التصريحات الإعلامية أو النشر على وسائل التواصل الاجتماعي، تجنبًا للاختراق أو التتبع.

ورصد المواطنون هدوءًا غير معهود في الشوارع، بعد اختفاء مكبرات الصوت التي كانت تُستخدم لبث الشعارات الحوثية بشكل يومي، وهو ما فسره البعض على أنه أحد مؤشرات الانكفاء الأمني للعصابة، التي باتت تكتفي ببث رسائل تهديدية محدودة لا تتجاوز الفضاء الافتراضي.

في السياق ذاته، لوحظ ازدياد ملحوظ في إعلانات بيع العقارات والمنازل في صنعاء، ما يثير تساؤلات حول ما إذا كانت تلك التحركات تعكس مؤشرات على حالة نزوح داخلي للقيادات أو محاولة لتصفية أصول قبل تطورات محتملة على الأرض.

ويرى محللون أن هذا الانكماش الميداني والإعلامي قد يؤثر بشكل مباشر على قدرة عصابة الحوثي في إدارة مناطق سيطرتها، ويكشف عن تصدع داخلي متنامٍ بفعل الضغوط العسكرية المتواصلة، ما قد يُحدث ارتباكًا في بنيتها التنظيمية ويؤثر على قبضتها الأمنية.