Image

مراقبون: القصف الأمريكي لن ينهي سيطرة الحوثي ما لم تتحرك قوات الحكومة على الأرض

أكد مراقبون ومحللون عسكريون أن الضربات الجوية الأمريكية المكثفة على مواقع عصابة الحوثي، رغم أهميتها في إضعاف القدرات العسكرية للعصابة، إلا انها ليست كافية لإنهاء وجودها أو استعادة الدولة اليمنية، ما لم يُستكمل ذلك بتحرك ميداني من قوة يمنية مسلحة قادرة على ملء الفراغ والسيطرة على العاصمة صنعاء.

وأشاروا إلى أن القصف الأمريكي المستمر منذ أكثر من عشرين يوماً استهدف منظومات صواريخ وطائرات مسيّرة ومخازن أسلحة ومواقع تدريب وأماكن المفترضة لتواجد قيادات العصابة في صنعاء وعدد من المحافظات، ما جعل الحوثيين في وضع عسكري حرج قد يدفعهم إلى تقديم تنازلات لإنقاذ ما تبقى من نفوذهم.

غير أن المحللين حذّروا من أن بقاء الحوثي في صنعاء بعد توقف الضربات سيُعدّ انتصاراً له، شبيهًا بما جرى مع  "حزب الله" في لبنان، مشددين على أن مليشيات كهذه لا تنتهي بمجرد تدمير قدراتها، فهي قادرة على إعادة التموضع والتجنيد والتحالف، ما لم تُستأصل سياسياً وعسكرياً كما جرى مع نظام بشار  الاسد في سوريا.

واعتبروا أن نجاح الحملة العسكرية الأمريكية يتطلب على اقل تقدير  استثمار هذا الضغط الكبير من خلال فرض حل سياسي جديد لا يمنح الحوثي أي نفوذ سيادي، ويستند إلى المرجعيات السابقة التي توافقت عليها الأطراف اليمنية، محذرين من ضياع فرصة قد لا تتكرر لإنهاء الانقلاب واستعادة الدولة اليمنية.

واعتبروا ان القوى العسكرية التابعة لمجلس القيادة الرئاسي،  لم تستطع استثمار هذه الفرصة الاستراتيجية لتحقيق اختراق حاسم على الأرض ضد عصابة الحوثي، ويرجع ذلك إلى حالة التمزق والانقسام داخل هذه القوى، التي تعاني من غياب غرفة قيادة موحدة، وتضارب في الولاءات بين مكونات المجلس، فضلاً عن ضعف التنسيق بين المناطق العسكرية المنتشرة في المحافظات المحررة.

واشاروا إلى انه في الوقت الذي كانت فيه الحاجة ملحّة لوجود قوة يمنية فاعلة تتقدم نحو صنعاء وتستغل الانهيار التدريجي لقدرات الحوثيين، انشغل عدد من القيادات العسكرية والسياسية بصراعات جانبية ومصالح شخصية، وسط اتهامات متزايدة بالفساد المالي والإداري، وغيابهم عن الجبهات وتمركزهم في فنادق العواصم الخارجية.

لافتين إلى أن هذا الواقع المؤسف جعل من الضربات الأمريكية مجرد ضغط تكتيكي على الحوثيين دون دعم بري فعّال، وهو ما قد يسمح للعصابة بإعادة ترتيب صفوفها واستعادة جزء من قوتها في حال توقفت الحملة الجوية.