Image

مواطنون في صنعاء يكشفون لـ"المنتصف" حجم معاناتهم من النفط المغشوش

مع حادثة انتشار البترول المغشوش في مختلف المحافظات الخاضعة لسيطرة عصابة الحوثي الإرهابية، تزايدت مخاوف المواطنين من تعطل عدد أكبر من سياراتهم، نظرًا لتعمد مليشيا الإرهاب تمرير شحنة البنزين المغشوشة بالقوة، محملين شركة النفط التابعة للجماعة كامل المسؤولية عن الأضرار التي تعرضت لها عشرات السيارات والدراجات النارية خلال الأيام القليلة الماضية.

فلأنها جماعة جُبلت على الجشع والطمع والإرهاب، فإنها وعبر شركة تهريب نفطية تابعة لأحد هواميرها ونافذيها استقدمت بسعر رخيص صفقة بنزين مغشوشة أغرقت بها المحطات وباعتها بنزينًا مغشوشًا لتزيد من أرباحها، وينعكس ذلك أضرارا فادحة على المواطنين، والذين أكد عدد منهم لصحيفة "المنتصف" أن سياراتهم تعرضت لأعطال مفاجئة بعد تعبئتها من محطات الوقود الرسمية في صنعاء، ليكتشفوا أن أضرارًا جسيمة قد لحقت بسياراتهم نتيجة البنزين المغشوش الذي تسبب بتلف مضخات الوقود والفلاتر ومكائنها بشكل عام.

شحنة البنزين المغشوش التي شلت حركة آلاف السيارات والمركبات وأعطبت العشرات منها، أظهرت فساد تلك المليشيا وأخرجته إلى العلن بشكل فاضح ومقزز، حيث باتت الشحنة حديث الملايين من اليمنيين متصدرة الرأي العام على مواقع التواصل الاجتماعي، وبدأ الحديث عن شركة مشبوهة تحمل اسم (تاج أوسكار) تابعة لهوامير العصابة هي التي قامت، في فبراير الماضي، باستيراد شحنة بنزين ضخمة ‏ووزعتها على المحطات النفطية في صنعاء وبقية المحافظات الخاضعة للمليشيا، الأمر الذي كشف مدى فسادها وتجارتها بالوقود غير المطابق للمواصفات وتسببها في تكبيد المواطنين ومُلاك المركبات خسائر مالية فادحة.

وأكدت المعلومات التي استقتها صحيفة "المنتصف" من مصادرها الخاصة، أن هناك شحنتين إضافيتين إلى الشحنة التي قامت عصابة الإرهاب بتوزيعها، واحدة ما زالت على ظهر ناقلة نفط عائمة في ميناء رأس عيسى تدعى الناقلة Palm وتحمل على متنها  37.602 طن من مادة البنزين المغشوش، فيما الشحنة الثانية قد سبق تفريغها وهي في خزانات سرية متفرقة تنتظر الانتهاء من الشحنة الأولى.

المعلومات أكدت أيضًا أن الشحنات الثلاث تتبع نفس شركة "تاج أوسكار" المشبوهة، ما يعني أن المليشيا عازمة على المضي في تمرير الشحنات الثلاث حتى لو كلف ذلك تدمير سيارات المواطنين والقضاء عليها كليًا.

وفي استطلاع أجرته صحيفة المنتصف، يقول المواطن سعيد حسن، وهو أحد سكان صنعاء، إن مركبته تعطلت بعد أن قام بتعبئتها مادة البنزين من إحدى المحطات التابعة لشركة النفط، حيث أنه بعد تحركه بسيارته مسافة قصيرة بدأت تظهر عليها علامات فقدان القدرة على زيادة السرعة وتغير صوت المحرك قبل أن تتوقف بشكل كلي.

وأوضح المواطن سعيد حسن أنه استدعى شاحنة لسحب سيارته إلى أقرب ميكانيكي والذي أكد له أن المحرك تعطل بسبب البنزين المغشوش الذي جعله يستقبل خلال أيام قليلة عشرات المركبات والدراجات النارية التي تعاني من نفس الأعطال.

عبد الله محمد مواطن آخر أكد لصحيفة "المنتصف" ، أن الأعطال التي تعرضت لها سيارته كلفته أكثر من ثلاثمائة ألف ريال، فضلًا عن أجرة الميكانيكي الذي قام بإصلاحها، مشيرًا إلى أنه مبلغ باهظ اضطر معه إلى بيع ذهب زوجته واستلاف بقية المبلغ من قريب له في السعودية".

وأشار إلى مثله العشرات من المواطنين الذين اكتشفوا أن سياراتهم متعطلة بفعل البنزين المغشوش الذي طغى على كل محطات الوقود في العاصمة. 
وأشار إلى أن عصابة الحوثي وعبر شركة النفط يسيطرون على جميع المحطات لبيع الوقود، مضيفا: "‌‌‎احنا ما نعرف إلا شركة النفط الجهة المسؤولة عن إدخال المشتقات النفطية وتتحمل كامل المسؤولية عن أي شحنة بنزين غير مطابقة للمواصفات، وملزمة بتعويض المواطنين وتحمل تكاليف من ثبت تضرر سيارته بسببه". 
وختم بالقول: "ايش الكارثة التي حلت على هذي البلاد؟! بنزين مغشوش وسعر أغلى من برنت؟! أي لعنة حلت علينا؟!".

وبنفس الألم تحدث للمنتصف المواطن غالب المحمود والذي تعطلت سيارته هو الآخر بفعل بنزين الغش الحوثي، قائلا:"‏لم يعد لدينا شركة نفط لنحملها مسؤولية دخول النفط المغشوش، لقد استبدلوها بتجار نفط وهو امير عصابة وعطلوا شركة النفط".

بدوره يقول الناشط محمد سلطان عن مليشيا الحوثي :"المحطات يبيعوا لك بنزين مغشوش، والاتصالات يحتالوا عليك بالباقات والرصيد، واصحاب الكهرباء يستغلوك، والمشافي يتاجروا بمرضك ويصرفوا لك أدوية تزيد الطين بلة، وأصحاب الأفران يلهطوا نصف وزن الروتي والرغيف، والزكاة من جهة والضرائب من جهة، وحتى عمال البيارات يغالطوا وياخذوا مبالغ واصحاب الماء ماء تراب أغبر شوعة والكوثر مش مفلتر والسكر مغشوش ومعبأ في أكياس السعيد وهو تعبية وحصار ولامرتبات ولا احد يسدد الديون الذي عنده".
وأضاف سلطان قائلا: " حتى لو قررت تموت يشتي لك مليوني ريال ما بين قيمة قبر وإقامة عزاء".