الفارق بين صورة برهان السودان وشرعية اليمن

قبل 18 ساعة و 18 دقيقة

نيران الحروب تسعر في مناطق وتخمد بمناطق اخرى تطول او تقصر الا انها تتجه الدول الى انهاء الحروب وافشال الانقلابات والعودة بالحياة الى سابق عهدها وهذا يتوقف على القيادة التي تجعل من نفسها مصدًا للانقلابات وعربات اطفاء لاخماد النيران .

وحينما نلقي نظرة على الصور التي تظهر لنا واقع الحروب والصراعات في منطقة الشرق الاوسط  والمنتشرة هذه الفترة، نجد أن هناك اختلافًا كبيرًا في الطريقة التي يتعامل بها القادة والزعماء مع تلك الأوضاع الصعبة في مقارنة بسيطة بين ما يجري في اليمن والشقيقة السودان، دولتان عربيتان دخلتا دوامة الانقلابات وحرب المليشيات على الدولة .

علي سبيل المثال في السودان، نرى عبدالفتاح برهان يقود الجيش ويشارك ضباطه وافراده الطعام في جبهات القتال المشتعلة وهو مغطى بغبار المعركة ، لا يتحدث كثيرا على الاستعداد او حاجته الى الدعم ، بل يحتفي بانتصار تحقق على الارض، بينما نرى في بلادنا صوراً لأصحابنا يتناولون الطعام في فنادق فاخرة بعواصم عربية ويستعرضون في معسكراتهم بصور سيلفي يعلونون عن جاهزيتهم للحرب وعطور الماركة تفوح من ملابسهم. يتحدثون عن انتصارات تحققت في الارض الافتراضية بالتواصل الاجتماعي .

هذا الاختلاف في التصرفات والسلوكيات يجعلنا نتساءل عن القيم والمبادئ والعقيدة القتالية التي يتمسك بها القادة في زمن الأزمات والصعاب التي تمر بها بلدانهم. 
وهنا يظهر لنا تساؤل: هل يجب أن يكون القائد قريباً من جنوده ويشاركهم الصعوبات والمخاطر، أم يجب أن يبقى في مكان آمن خارج الحدود يدير المعركة بالهاتف ويحصر اللقاء بهم في التقاط الصور اذا ما زار معسكره ؟!  بل تعدى اللامر بالشرعية لانه و بدلًا من الانتصار لكرامتهم بعد طردهم من فندق الريتز بالعودة للوطن ذهبوا لشراء شقق و استئجار فلل واختزلوا التحرير بالمكاسب بعد ان حولوها الى تجارة ووجدنا من يطلقون على انفسهم مقاومة تفتتح المشاريع بتركيا ودول اخرى .

والحقيقة انني اتجاهل أسباب الصراع في السودان ومن على حق او من على باطل، ولكن ما نشاهده ان برهان السودان، الذي حوصر داخل مقر قيادة الجيش السوداني لفترة طويلة، استطاع الخروج والتوجه نحو بورت سودان، حيث يواجه قوات الدعم السريع في مواجهات مستمرة.
بينما قيادة الشرعية في اليمن، التي حوصرت في صنعاء واستطاعت الخروج نحو عدن، تواجه اليوم صعوبات كبيرة وتتوسل الدعم الدولي والاقليمي  فقدت ثقة الشعب بسبب كثرة بقائها في الفنادق

عشر انتفاضات شعبية ولم يجد الشعب الشرعية تسانده او تقف الى جانبه او حتى يركب موجه الانتفاضة وفضل وضع الحواجز بينه وبين شعبه من قسمين فيما بينهم حتى غاب القائد الذي تقع عليه مسؤولية التحرير وانهاء الانقلاب واستعادة الشرعية .
هذا بالإضافة إلى عنصر مهم من عناصر نجاح أي حكومة وهو بقاءها داخل أرض وطنها تشارك  شعبها كل الصعاب، هذا ما وجدناه في حكومة البرهان وكل حكومة تحترم تراب وطنها وأهميته، إلا حكومتنا التي فضلت الترف و الرفاهية على تراب الوطن الغالي.

في حقيقة الأمر، هذه القصص تجسد العديد من الدروس والعبر، فهي تظهر لنا أهمية أن يكون القائد قريباً من شعبه ويشاركهم أوجاعهم و آلامهم، وأن يكون قادراً على الصمود والتصدي للتحديات بشجاعة وإصرار وسوف يجد من الشعب ما لا يكون في الحسبان، لكنهم خذلوا الشعب فاعطاهم ظهره. كما تظهر لنا أهمية الوحدة والتضامن في مواجهة الأعداء المشتركين والتصدي للتهديدات الخارجية.
كم اتمنى أن يتعلم أصحابنا من تجارب برهان السودان، وبالأمانة حتى الطرف الآخر حميدتي قائد قوات الدعم السريع نجد كل صورة في الجبهات المشتعلة، وكم اتمنى من قادتنا و مسؤولينا أن يكونوا قدوة لشعوبهم في الصعوبات والأزمات، وأن يعملوا على تعزيز الوحدة والتضامن والصمود أمام التحديات. فالقائد الحقيقي هو من يشارك شعبه المحن و الصعوبات ويقوده نحو النجاح والازدهار، ويحقق النصر و العدالة والسلام والاستقرار لبلاده ولكن للاسف هذا النوع من الرجال مفقود حاليًا.

اخيرا، الله يكون في عون الشعب على شرعية ضائعه و برلمان يقود المواجهة مع الحوثيين ومع مكافحة الفساد عبر تطبيق الواتس اب.