الضربات الأمريكية .. هل ستجتث سرطان الحوثي؟

12:30 2025/03/23

توضح لنا الأحداث الجارية أن الولايات الولايات المتحدة الأمريكية تتعامل بمواقف متناقضة تجاه القضية اليمنية، حيث كانت تراوح بين الدعم والتجاهل مع الحوثيين في بعض الأحيان، والضغط عليهم في أوقات أخرى. مما جعل القضية اليمنية تراوح مكانها وفي ذات الوقت تتأزم الأحداث وتزداد تعقيدًا وتشابكًا.  

سابقًا رأينا كيف كانت هناك تصريحات سابقة من جانب الولايات المتحدة لحل القضية بطرق سلمية، مثل تصريح جون كيري بأنه لا يمكن القضاء على الحوثيين إلا بالحل السلمي.
لكن ومع تفشي الجائحة السرطانية الحوثية في اليمن وامتداد تأثيرها على المنطقة والعالم، تغيرت مواقف الولايات المتحدة تجاه الحوثيين، ومع ذلك لم تقم الولايات المتحدة بتقديم الدعم للشعب اليمني والقوى الجمهورية من أجل محاربة المليشيا الحوثية، لكنها بدأت بشن ضربات جوية على مواقع المليشيا في عدد من المحافظات اليمنية. 
ومع ذلك، لا يزال هناك من يتساؤلات بشأن مدى فعالية هذه الضربات الجوية وإمكانية وجود حل سياسي للقضية اليمنية كما يروّج البعض مع انها محسومة فبعد عشر سنوات من المحاولات للحل السياسي هذه النتيجة.

ورغم المستجدات يستغرب اليمنيون في نفس الوقت ان القوى الجمهورية تمنعت عن الزحف على مواقع الحوثيين في البيضاء والضالع والحديدة وغيرها، مما يشير إلى وجود صراعات وتناقضات داخلية وخلل تحول دون تحرير اليمن من السرطان الحوثي. وبالتالي، يتطلب الحل الشامل للقضية اليمنية توفر الارادة السياسية وجديتها في التعاطي السليم مع ما يحدث، وتحسين الادارة للبلاد.
ورغم الغارات الكثيرة التي نفذتها الولايات المتحدة ضد الحوثيين في اليمن خلال الأيام  الماضية، يظل السؤال حول مدى نجاح هذه الضربات في تحقيق أهدافها محل جدل، وهل بإمكانها فعلًا اجتثاث العصابة الإيرانية. فعلى الرغم من أن الولايات المتحدة أعلنت عن تدمير عدد من مواقع الحوثيين وصواريخهم، إلا أنه لم يتم الكشف عن أي خسائر فعلية تكبدوها. 

هذا يعني أن الحوثيين قد يكون لديهم مخزون كبير من الأسلحة والصواريخ والتي ساهمت الولايات المتحدة في وصولها لهذا الحجم من خلال تساهلها في عمليات تهريب الأسلحة خلال السنوات الماضية، الأمر الذي يمكن المليشيا من استخدام هذا المخزون مستقبلًا ضد السلم العالمي.

ومن هنا يتبادر إلى الذهن سؤال آخر، وهو ما إذا كانت الضربات الأمريكية قد تسببت في إضعاف القدرات العسكرية للحوثيين وانا مع هذا الراي، وبالتالي ممكن تقليل الخطر الذي يشكلونه على الملاحة البحرية الدولية. ولكن على الرغم من ذلك، يظل من الصعب تحقيق الهدف المطلوب دوليا في القضاء على تهديد الحوثيين بشكل نهائي دون استراتيجية جديدة واضحة.

لذلك، يبدو أن هناك ضرورة للولايات المتحدة لاتخاذ استراتيجية جديدة في التعامل مع القضية اليمنية. فقد تبيّن أن الطريقة الحالية المتأرجحة التي تتعامل بها لم تحقق النتائج المرجوة ولن تحقق شيئًا، وبالتالي يجب على الولايات المتحدة أن تعتمد على أساليب جديدة لتحقيق الاستقرار في المنطقة.

أولاً، ينبغي دعم القوى الجمهورية في اليمن لتمكينها من تحقيق التقدم على الأرض واستكمال تحرير المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون،محافظات مأرب واب وتعز و الحديدة و حجة.
ثانياً، ينبغي على القوى الجمهورية العمل على تغيير الأدوات القائمة حالياً على إدارة الحرب في اليمن والدولة، والتعامل بشكل أكثر فعالية.
بهتين الخطوتين، يمكن تحقيق نجاح أكبر في مواجهة التهديد الحوثي، وضمان الاستقرار في المنطقة والحفاظ على أمن الملاحة البحرية الدولية.

 يجب أن تكون الجهود الدولية موحدة ومنسقة لحل القضية اليمنية، وتقديم الدعم من خلال قوى الجمهورية للشعب اليمني الذي يعاني من الفقر والجوع والمرض. 

واخيرا نقول .. إسقاط مليشيا الحوثي واجب وطني لا يمكن التهاون فيه، ويجب على الشعب اليمني التوحد تحت راية الجمهورية في جميع المحافظات والمدن. المعركة ضد مليشيا الحوثي ليست معركة فئوية أو طائفية، بل هي معركة لكل اليمنيين الذين يسعون للحرية والكرامة وبناء دولة مدنية عادلة ومتساوية. كل قطرة دم تسيل في هذه المعركة وكل لحظة صمود تمثل خطوة نحو تحقيق النصر.