لا قيمة للضربات الأمريكية دون عملية برية لجيش الشرعية

قبل 19 ساعة و 13 دقيقة

منذ أيام والقوات الأمريكية تنفذ سلسلة من الضربات الجوية ضد مواقع وأهداف تابعة للمليشيات الحوثية في العديد من المناطق والمحافظات اليمنية، وذلك رداً على تهديداتها المستمرة للملاحة الدولية في البحر الأحمر. هذه الضربات استهدفت منشآت عسكرية ومخازن أسلحة في مناطق متعددة، بما في ذلك العاصمة المختطفة صنعاء.

وعلى الرغم من أهمية العملية العسكرية الأمريكية إلا أنها ليست كافية لإضعاف قدرات العصابة الحوثية بشكل حاسم وخاصة القدرات الصاروخية ومواقع إطلاق الطائرات المسيّرة، بالإضافة الى مواقع القيادات العنصرية، والسبب في ذلك هو أن هذه العصابة تمتلك شبكة تحصينات متطورة في المناطق الجبلية والأنفاق، مما يجعلها قادرة على امتصاص الضربات الجوية وإعادة تنظيم صفوفها بسرعة. وبالتالي فإن الضربات الجوية بمفردها لن تحسم المعركة ولن تؤدي إلى تغيير جذري في ميزان القوى على الأرض.

ولذلك لا بد أن تتزامن الضربات الجوية الأمريكية مع عملية برية لجيش الحكومة الشرعية، وهو ما يتطلب إنهاء والغاء إتفاقية ستوكهولم، ودعم الحكومة الشرعية، والبدء بعملية برية من قبل القوات الحكومية لاستعادة السيطرة على المناطق الاستراتيجية، خاصة في الساحل الغربي وجبهات مأرب ومناطق الحدود الشمالية. ويجب أن تكون هذه العملية مدعومة بتنسيق عسكري محكم وتقديم الدعم اللوجستي والتسليحي اللازم للقوات المشاركة حتى تتمكن من دحر المليشات الحوثية، وإنهاء تهديداتها الداخلية والخارجية، واستعادة الدولة والجمهورية وفرض سيادتها على كامل المناطق والمحافظات اليمنية.

إن مواجهة التحديات الأمنية في اليمن تتطلب استراتيجية شاملة تجمع بين الضغوط العسكرية المتنوعة، بما في ذلك الضربات الجوية والعمليات البرية، بالإضافة إلى الدعم السياسي والاقتصادي للحكومة الشرعية. فقط من خلال هذا التنسيق المتكامل يمكن تحقيق تقدم ملموس نحو استعادة الأمن والاستقرار في اليمن، ما لم فإن القيادة الأمريكية لن تتمكن من تحقق أهدافها المعلنه، وستظل في نظر الشعب اليمني شريك للمليشيات الحوثية في تدمير ما تبقي من منجزات ومقدرات الدولة وشريك في قتل الشعب اليمني وزيادة أوجاعه ومعاناته، وداعماً لاستمرار التحديات والتهديدات الحوثية على الشعب اليمني ودول الجوار والمنطقة.