قراءة متأنية في قرار إستئناف العدوان على غزة
مما لاشك فيه أن قرار إستئناف العدوان على غزة جاء على خلفية رغبة نتنياهو الأكيدة للعدوان مرة أخرى وأن موافقته السابقة على اتفاق وقف إطلاق النار كان من أجل الحصول على فرصة لعودة الرهائن من غزة ومن ثم العودة للعدوان وهذا كان اتفاقا مع أعضاء حكومته المتطرفة خلف الكواليس بمعني أنه كان مضمون اتفاق غير معلن
وعندما شعر نتنياهو أن حماس إدارة مشهد تسليم الرهائن بصورة غير متوقعة منه أظهر حماس أمام العالم هي من انتصرت من الحرب رغم الدمار الهائل لقطاع غزة بالإضافة إلى قتل الكثير من قتل قادة حماس في غزة وعلى رأسهم يحي السنوار مما جعل نتنياهو يفكر بقوة لاستئناف العدوان
وما تم من إستئناف العدوان كان بقرار من نتنياهو ووزير دفاع جيشة وبموافقة أعضاء حكومته ورغبة منه لإنقاذ حكومتة من قرار سحب الثقة والدعوة إلى انتخابات مبكرة في إسراىيل وهو ما يمثل لنتنياهو انتهاء تاريخه السياسي بل ومحاكمته وتحميله فشل حماية إسراىيل في السابع من أكتوبر عام 2023
وقد تقابلت رغبة نتنياهو مع رغبة ترمب في ضرورة التخلص من حماس عسكريا وسياسيا وانهاء حكمها في غزة دون رجعة بل ونزع سلاحها وتهجير قادتها من غزة أو إغتيالهم وهو ما حدث بالفعل في غارات إسرائيلية الجوية التي تمكنت اسرائيل من قتل قادة حماس في غزة وهو ما اعترفت به حركة حماس رسميا
ونتياهو قبل بدء إستىناف العدوان تشاور مع الإدارة الأمريكية وأعلمهم بنيته في إستىناف العدوان من أجل القضاء على حماس عسكريا والتخلص من قادتها بعد مشهد تسليم الرهائن التي كانت بمثابة رسائل استفزازية من حماس لنتنياهو وأعضاء حكومته المتطرفة
ويشير استىناف العدوان من قبل نتنياهو أنه قرر التضحية بالرهائن مقابل تحقيق أهداف عدوانه على غزة وعلى رأسها القضاء على حماس كحركة مقاومة في قطاع غزة بل يتطلع نتنياهو إلى أكثر من ذلك وهو اعتماد خطة تهجير أهل غزة سواء طوعا أو قسرا لتحقيق مقترح ترمب في تحويل غزة إلى ريفيرا الشرق الأوسط وهذا يعني تصفية القضية الفلسطينية برمتها وانهاء حلم العودة للاجئين الفلسطينيين