Image

خلافات المحاصصة والفساد تعصف بحكومة بن مبارك ومجلس القيادة يفشل في احتوائها

فشل مجلس القيادة الرئاسي في احتواء الخلافات التي تعصف بحكومة احمد بن مبارك المنبثقة عن إعلان نقل السلطة الصادر عقب هدنة ابريل ٢٠٢٢.

وتشهد حكومة المحاصصة التي يرأسها بن مبارك في عدن، خلافات حادة بين عدد كبير من الوزراء ورئيس الحكومة، تضاربت الأنباء حول أسبابها الحقيقية، إلا أن الواقع المُعاش في المناطق المحررة يكشف جانبًا كبيرًا من تلك الخلافات.

اجتماع عاصف
وافادت مصادر مطلعة في عدن، أن اجتماعًا وُصف بالعاصف عقد الثلاثاء، في قصر معاشيق الذي ضم  عددًا قليلًا من وزراء الحكومة المتواجدين في عدن ونواب وزراء  غير متواجدين في عدن، استمر لأكثر من ساعة ونصف دون الخروج بأي معالجات للخلافات التي تشهدها الحكومة وأدت لمقاطعة عدد من الوزراء على رأسهم وزراء الانتقالي لاجتماعات الحكومة.
وحسب المصادر، فقد طرح في الاجتماع مطلب موحد وهو تغيير رئيس الوزراء الحالي احمد عوض بن مبارك واتهموه بالفشل في ادارة الحكومة.
اعلنوا مقاطعة كافة الجلسات التي سيدعو بن مبارك لعقدها مستقبلا، مشيرة إلى عدم اجتماع الحكومة منذ سبعة أشهر بكامل نصابها.
وحسب المصادر، فان اجتماع الثلاثاء جاء بطلب رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي، مؤكدا  ان قيادة المجلس الرئاسي توافقت على تعيين بديل لبن مبارك لكنها لا تزال في طور مشاورات البحث عن بديل.

الأسباب غامضة 
وحول اسباب الخلافات بين عدد من الوزراء وبن مبارك، تعددت الروايات منها ما يؤكد أنها على خلفية موقف رئيس الحكومة من إبرام عقود حقول النفط في شبوة المتعلقة بشركة بترومسيلة وأخرى مملوكة لنجل العليمي، اي في إطار صراع فساد النفط الموثق رسميا.
إلى ذلك، تتحدث مصادر حكومية حول سبب الخلافات، وتؤكد ان جزءًا منها يتعلق بقيام بن مبارك خلال الأشهر الماضية بإغلاق بنود صرف مالية لبعض الوزارات تتضمن التصرف بمئات الملايين من الريالات والتي كانت تصرف بشكل مباشر من بعض الوزراء ودون حسيب او رقيب.
وتشير بأن ايقاف عمليات الصرف كانت السبب في المواجهة المباشرة بين بن مبارك وعدد من الوزراء والتي تطورت لاحقاً الى مقاطعة جلسات مجلس الوزراء.
وما بين الأولى والثانية تبقى حقيقة فشل الحكومة ومن خلفها مجلس القيادة في إدارة المناطق المحررة خلال الفترة الماضية والتي تسببت بحالات التدهور الاقتصادي والمعيشي وتدهور سعر العملة، وتوقف العديد من الخدمات الأساسية ووقف صرف المرتبات وعجز الحكومة عن السيطرة على نهب الموارد الحكومية، تبقى دليلًا واضحًا على فشل تلك المكونات في توفير حياة شبه مستقرة للمواطنين.

الفساد والمحاصصة
من جهة أخرى تحدثت مصادر متعددة في عدن، بأن الاسباب الحقيقية التي تعصف بحكومة بن مبارك ومجلس العليمي، تتمثل بالمحاصصة وتقاسم المناصب، وممارسة الفساد الذي بات علنيا في إطار الحكومة ومن المسؤولين فيها.
واكدت بأن  ممارسة جميع اعضاء الحكومة ومجلس القيادة في عملية المحاصصة وتقاسم الثروات وانتهاك الفساد المنظم وإهمال شؤون الحياة للمواطنين وعدم معالجة تدهور الخدمات وعلى رأسها الكهرباء والمياه والأمن، هي السبب الحقيقي فيما تشهد تلك المكونات من خلافات بعد نبذها محليا وإقليميا ودوليا.
واوضحت المصادر، بأن أي تبريرات أو اتهام لطرف دون آخر من مكونات الحكومة والرئاسي لتبرير ما يجري يعد مغالطة للواقع واستغفال لوعي المواطنين الذين باتوا على دراية كافية بما تمارسه تلك المكونات.
والمحت إلى وجود انقسام بين الدول الداعمة والتي تقف وراء تلك القيادات حول ما يجري، وخاصة الخلافات بين رئيس الحكومة وقيادات في مجلس القيادة.
واكدت بأن إقالة بن مبارك وحده لا يعد كافيا لوقف ما يجري من فساد وفشل في إدارة الدولة، وانما إقالة جميع المسؤولين بمن فيهم أعضاء مجلس القيادة وإحالتهم للقضاء هو المطلب الوحيد للمواطنين حاليا، واسناد القيادة لشخصيات وطنية مشهود لها محليا وإقليميا ودوليا.