استمرار جرائم المليشيات الحوثية بمحافظة إب
منذ انقلاب المليشيات الحوثية وسيطرتها على غالبية المحافظات الشمالية، ومحافظة إب تعيش أوضاعًا كارثية، وتعاني من تبعات الانقلاب وجرائم وانتهاكات العصابة الحوثية التي حوّلت هذه المحافظة، التى كانت تنعم بالأمن والاستقرار والحرية والعدالة والسلام، إلى مسرحٍ للقتل، والاعتقالات، والاختطافات التعسفية، والتعذيب، والتهجير القسري، والاستغلال المالي، ومختلف أنواع الجرائم والممارسات الوحشية.
وهذه الجرائم والانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها المليشيات الحوثية بحق أبناء محافظة إب والتي طالت معظم فئات وشرائح المجتمع في المحافظة من أكاديميين وتربويين واطباء وناشطين سياسيين وحقوقيين واعلاميين وعمال وطلاب وموظفين ونساء وأطفال تعكس سياسية العصابة الحوثية الممنهجة التى تهدف الى إسكات الأصوات الحرة وترهيب وقمع وإذلال أبناء المحافظة.
فمنذ أن سيطرت هذه المليشيا الإجرامية على محافظة إب، وشوارع وأحياء وأسواق وقرى هذه المحافظة تشهد موجات من القتل العشوائي والمستهدف بصورة دائمة. فهذه العصابة لم تتوان عن استهداف المعارضين لها وأبناء المناطق الذين يرفضون الانصياع لسلطتها أو الذين لا يلتزمون بتنفيذ أوامرها.
ومن جهة أخرى، تعتقل المليشيات الحوثية الكثير من أبناء المحافظة لمجرد مخالفتهم لرؤيتها الطائفية أو لآرائها السياسية أو لرفضهم دفع الاتاوات والجبايات المفروضة عليهم أو لدفاعهم عن انفسهم أو عن ممتلكاتهم، وتقوم باحتجازهم في ظروف غير إنسانية وتعذيبهم بطريقة ممنهجة وبمختلف أساليب التعذيب الوحشية بهدف انتزاع اعترافات كاذبة أو للحصول على معلومات سياسية، أو لاخضاعهم لسياستها الشيطانية.
وتعتبر سجون المليشيات الحوثية في محافظة إب من أسوأ الأماكن والمعتقلات التي يزج فيها المدنيون ويتعرضون فيها لعمليات تعذيب بدني ونفسي متواصلة بدون محاكمة أو أي إجراءات قانونية سليمة.
ولا تتوقف جرائم الحوثيين في محافظة إب عند القتل والاعتقالات والتعذيب، بل تشمل أيضاً عمليات التهجير القسري للسكان الذي يعد جزءًا من السياسة الحوثية لتوطين المؤيدين لها في المناطق التي تسيطر عليها، حيث قامت هذه المليشيات بإجبار العديد من الأسر على مغادرة منازلها ومناطقها تحت تهديد السلاح.
ولا تنحصر الجرائم الحوثية في محافظة إب على القتل والاعتقال والتعذيب والتهجير فقط بل يمتد الأمر إلى مختلف أنواع الجرائم مثل استغلال المواطنين مادياً ونهب أموالهم، من خلال فرض إتاوات مالية عليهم تحت مسميات مختلفة كالضرائب والزكاة والتبرعات للقضايا الداخلية والخارجية والمناسبات والاعياد الطائفية والمجهود الحربي على كل من يقيم في المحافظة.
بالإضافة إلى جرائم القمع والتنكيل ونهب الأرضي والسطو على الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والشباب في صفوف المليشيات للقتال، وإحراق المنازل، وتحويل المساجد الي مقرات عنصرية لممارسة أنشطتها المتطرفة وزرع أفكارها الطائفية.
لقد اغرقت العصابة الكهنوتية محافظة إب الأبية بالدماء الطاهرة والزكية، وأفرطت بممارسة الجرائم والانتهاكات الوحشية، وحوّلتها إلى مدينة للموت والأشباح والعمليات العبثية والانتهاكات المتتالية والمستمرة التي تتصدر عناوين الأخبار في مختلف وسائل الإعلام المختلفة.
وما تمارسه العصابة الحوثية من جرائم بحق أبناء محافظة إب يمثل انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية وحقوق الإنسان، الأمر الذي يستوجب تدخل المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية وتحمل مسؤوليتهم واتخاذ خطوات عاجلة لايقاف هذه الانتهاكات الممنهجة، التي تعمق الأزمة الإنسانية وتزيد من معاناة المدنيين في المحافظة.
وعلى كافة الأطراف الداخلية المعنية وجميع أبناء الشعب اليمني في مختلف مناطق ومحافظات الجمهورية التضامن مع أبناء محافظة إب والوقوف بجانبهم ومساندتهم في مواجهة الظلم والتعسف الذي تمارسه المليشيات الإجرامية بحقهم بصورة يومية.