Image

بعد دخول تصنيفه إرهابيًا حيز التنفيذ .. الحوثي صداع مزمن للداعمين يدخله في عزلة وملاحقات لقيادات الصف الأول

ها هو التصنيف الامريكي للحوثيين كإرهابيين يدخل حيز التنفيذ بأبعاده السياسية والاقتصادية والعسكرية، ويضع المدعو مهدي المشاط في قائمة الإرهاب إلى جانب عبد السلام فليته وقيادات أخرى من الصف الأول. وهذ يعني الكثير في مسار الحرب اليمنية والجهود العرجاء لمفاوضات السلام التي يقودها المبعوث الاممي هانس غروندبرغ، والتي ظلت تراوح مكانها، باستثناء حصول الحوثي على المزيد من الامتيازات التي وضعته في مأمن من أي عملية عسكرية أو تحرك نحو استعادة الدولة وعودة الشرعية الى العاصمة المختطفة منذ 2014 .

هناك تحولات سوف تعكس نفسها على أرض الواقع، وفي حالة الجدية الأمريكية في تنفيذ قرار التصنيف سنجد الداعمين للحوثي يغرسون رؤوسهم في الرمال، يتنصلون منه حتى لا تطالهم العقوبات، ولن يجرؤ احد ان يتحدث عن سلام مع منظمة ارهابية قياداتها ملاحقة دوليًا بعد العزلة التي يفرضها القرار وجعل الخوض في اي مفاوضات قادمة أمر بالغ التعقيد .

وفي الجانب العسكري، لن تكون هناك ضغوطًا تمارس اذا ما تحركت القوات الحكومية لمقاتلة الحوثي في المحافظات التي يسيطر عليها فقد جعل القرار الامريكي الطريق سالكًا والكرة اليوم في ملعب الشرعية وهذا لا يعني ان هناك تحركًا عسكريًا قادمًا صوب صنعاء او الحديدة خاصة وان قيادة الشرعية غير مهتمة كثيرًا باستغلال المتغيرات الدولية والاقليمية التي احدثها تصنيف ترامب في اضعاف الحوثي وتخلي من كانوا يدعمونه من خلف الستار هم ينتطرون ان تأتي توجهات خارجية وينتظرون الدعم العسكري ويفضلون العيش خارج الوطن على العودة وادارة الدولة من العاصمة عدن وهو ما كشفه رفضهم قرار الرئاسة بهذا الشأن .

ها هي سلطنة عمان تشرع في امهال فليتة حتى يغادر اراضيها بعد دخول التصنيف حيز التنفيذ  اصبح الحوثي يشكل لها صداعًا مزمنًا في لعبة السياسة حتى المنظمات التي كانت تصر على البقاء في صنعاء اليوم تجد نفسها مجبورة على مغادرة مناطق الحوثي، لن يكون هناك دعم وتحويلات مالية حتى صفقات الفساد التي كانت تعقدها مع المليشيا سوف تتخلى عنها حتى لا تجعلها شريكًا لمنظمة ارهابية تعرضها  للعقاب . حتى اصحاب رؤوس الاموال المستثمرين في القطاع المصرفي ممن رفضوا اجراءات البنك المركزي بعدن وظلوا اوفياء للحوثي هم الآخرين استثماراتهم مهددة وسوف يوضعون تحت المجهر الامريكي وقد تجمد اموالهم واستثماراتهم الخارجية اذا ما صححوا وضعهم واذعنوا للشرعية وتخلوا عن المليشيات .

نتذكر كيف ان الشرعية ظلت على مدى اربع سنوات من رفع ادارة بايدن الحوثي من قائمة التصنيف الامريكي الذي فرضه ترامب قبل مغادرة البيت الابيض نتذكر كيف انها  في كل خطاباتها تدعو المجتمع الدولي تصنيف الحوثي منظمة ارهابية، ها هي المطالب تحققت ودخل التصنيف حيز التنفيذ، ويبقى السؤال: ما هو التحرك الذي سوف تقوم به الشرعية لمواجهة الحوثي المنصنف إرهابيًا؟.. وكيف ستستغل ذلك في اضعاف نفوذه بالمنطقة وإنهاء مشروعه التدميري في اليمن؟!.

إن نجاج القرار يعتمد على التحرك الدبلوماسي للخارجية اليمنية في أكثر من عاصمة عربية وغربية واوربية، وإلا فقد يبقى التصنيف مجرد خطوة رمزية قابل للاختراق من دول  تسعى الى تخفيف تبعاته على الحوثي او شطبه مجددًا تحت دعاوي إنسانية، وتحريك عجلة السلام التي توقفت عند اكثر من محطة آخرها خارطة الطريق .