المليشيات الحوثية تضاعف معاناة المعتقلين في رمضان

قبل 13 ساعة و 3 دقيقة

نتيجة لسياسة المليشيات الحوثية الاجرامية وممارساتها القمعية والوحشية، يعيش المواطنون في المناطق والمحافظات الواقعة تحت سيطرة المليشيات الانقلابية في أوضاع مأساوية وكارثية، ويعانون من ظلم وتجبر وتغطرس قيادة وعناصر هذه المليشيات الكهنوتية التى تملأ السجون والمعتقلات العامة والسرية بالمواطنين والمواطنات الأبرياء الذين يقبعون في معتقلاتها ظلماً وعدواناً.

وبين جدران هذه السجون والمعتقلات العامة والسرية يعيش الآلاف من المعتقلين في ظروف قاسية، ويتعرضون للعديد من الانتهاكات الجسيمة والمخالفة لحقوق الإنسان، إذ يُحتجز الآلاف من الأبرياء في هذه المعتقلات دون محاكمة عادلة، ويتعرضون لأصناف التعذيب الجسدي والنفسي، بما في ذلك العزل الانفرادي والضرب الشديد بأدوات غليظة وأعقاب البنادق، والتعليق من اليدين لساعات طويلة، والإهانات والتهديد والضغوطات النفسية، وحرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية، مثل الحصول على الطعام الكافي والرعاية الصحية.

وبالإضافة إلي معاناتهم من ظروف الاعتقال القاسية طوال العام تزداد معاناتهم بشكل كبير في شهر رمضان المبارك الذي يُفترض أن يكون وقتاً للتقوى والعبادة، لكنه بالنسبة لهؤلاء المعتقلين يظل شهراً مليئاً بالآلام والمحن والاوجاع والمعاناة.

ففي شهر رمضان، تزداد معاناة السجناء بسبب المعاملة السيئة من قبل عناصر المليشيات القمعية التي تقيد مئات المعتقلين في زنازين ضيقة وغير مهيأة لأبسط معايير الحياة البشرية، وتحرم مئات المعتقلين من الطعام والشراب مما يزيد من تعقيد أوضاعهم الصحية، وتمنع مئات المعتقلين من أداء شعائرهم الدينية بشكل صحيح وتفرض عليهم شعائر وممارسات طائفية متطرفة مما يزيد من معاناتهم الروحية، وتحرم مئات المعتقلين من حقهم في تلقي زيارات من قبل عائلاتهم أو منظمات حقوقية مما يضاعف من معاناتهم النفسية.

وبالرغم من أن شهر رمضان يُعتبر شهر الرحمة والعطف في العالم الإسلامي، إلا أن المعتقلين في سجون مليشيات الموت الحوثية لا يجدون أي نوع من أنواع الرحمة أو العطف، بل يواجهون واقعاً مريراً  يزداد قسوة في هذا الشهر الكريم.

وفي هذا الوقت الذي يعاني فيه هؤلاء المعتقلون، لا بد من تسليط الضوء على معاناتهم ودعوة المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية للضغط على المليشيات الحوثية لإطلاق سراح هؤلاء المعتقلين الأبرياء، وينبغي على الجميع أن يتذكروا أن هؤلاء المعتقلين في سجون المليشيات الكهنوتية هم ضحايا لممارسات قمعية لا تتوافق مع أبسط حقوق الإنسان، وأنه من واجبنا التضامن معهم والمطالبة بتحقيق العدالة وإطلاق سراحهم.

إن معاناة المعتقلين في سجون الحوثيين لا يمكن أن تمر دون أن تترك بصمة في ذاكرة كل من يقرأ عنهم، وأملنا أن يأتي يوم يتحَقق فيه السلام ويُكسر فيه قيد الظلم والسجان، وتُعاد الحرية لأولئك الذين يُعانون في صمت، وخاصة في شهر رمضان، الذي يُفترض أن يكون شهرًا للمغفرة والرحمة والعتق من النار .